من لا شىء يصنع شيئا.. هذه هى فلسفة "رأفت الكردى" فى الحياة وفى الفن الذى يعشقه ويمارسه منذ أن كان بعمر السابعة، أى قبل 50 عاما من الآن. فمن أعقاب السجائر "الكازوز" وأغطية الأقلام الفارغة وأوراق الأشجار التى تفترش بها الشوارع فى مظهر غير حضارى يمكنه أن يصنع لوحات مجسمة تثير الدهشة وتقتنص صيحات الإعجاب، ولا يقتصر حسه وموهبته الفنية الفطرية على ذلك فهو يستطيع الرسم بالرمل ونحت أشكال الحيوانات وتجسيد ملامح الفنانين بدقة بالغة بالفحم أو بالألوان دون أن يتعلم ذلك فى معهد أو يدرسه فى كتاب.

معرض أعمال "الكردى" المفتوح دائما عبارة عن دكان صغير فى منطقة السيدة التى ولد وعاش فيها، وأحيانا يقيم معارض فى الشارع لمدة يوم واحد أمام كلية الفنون التطبيقية: "بعرض على سور الكلية لوحاتى وده بيفتح لى باب رزق والطلاب بيتواصلوا معايا بعدها عشان أساعدهم فى مشاريعهم".

يعود بذاكرته لأيام ارتدائه للمريلة المدرسية فى مدرسة أحمد بن طولون فى السيدة زينب والتى أصبح اسمها الآن الوحدة العربية "من علقة سخنة وهدية بدأت حكايتى مع الرسم، العلقة كانت من مدرس كان نايم فى الفصل وأنا رسمته وهو نايم فلما مر علينا المفتش ساب المدرس نايم ولما شافنى قالى كمل رسم على ما أعدى عليكم تانى وكمل جولته ورجع كان المدرس صحى فلما قاله أنت كنت نايم كذب وقال لا، فطلب منى المفتش الرسمة، واتكشفت وكلت علقة، لكن بعدها كافئنى المفتش وجابلى كراسة رسم وألوان ومن ساعة والرسم هوايتى وشغلتى".

دراسة "الكردى" توقفت عند الثانوية العامة لكن حدود معرفته لم تتوقف بعدها فحرصه على تنمية موهبته واستغلالها جعلته يقرأ كثيرا عن الرسامين المصريين والعالمين ويحاول تقليد رسوماتهم، حتى كون شخصيته الفنية وصار يعطى دروس فى الرسم للأطفال ويساعد طلبات الكليات الفنية: "كتير من طلاب كلية الفنون التطبيقية بيطلبوا منى أنفذ لهم مشاريع طلبها منهم الأساتذة وبحب أعلم الأطفال الرسم والتلوين لأنهم بيفهموا بسرعة وأغلبهم جيرانى ومعارفى".

دكان "الكردى" عامر ببورتريهات مرسومة للعديد من الفنانين سواء على ألواح رسم أو حتى على جدران المحل التى حولها للوحة رسم كبيرة، من أيام ليلى مراد وفريد الأطرش وسعاد حسنى وأم كلثوم وحتى كريم عبد العزيز وحلا شيحا وشيرين عبد الوهاب: "بحب أرسم الفنانين وخصوصا أم كلثوم والبورترية الواحد بياخد منى 3 ساعات رسم".



أكثر...