تناولت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أوضاع المسلمين التتار فى شبه جزيرة القرم فى ظل الأزمة الحالية فى أوكرانيا، وقالت إنه فى بلدة باخكيساراى القديمة فى شبه جزيرة القرم، حيث بساتين التفاح والمآذن المرتفعة، لا يوجد مؤشرات كثيرة على التوتر الذى يؤثر على سكانها من المسلمين التتار، لكن داخل منازلهم ومقاهيهم ومساجدهم يوجد لدى كل تتارى قصة تقشعر لها الأبدان حول عداء الروس لهم، يتشاركها مع الآخرين، وهم يواجهون احتمال الانضمام على البلد الذى قام حكامه من قبل بنفيهم.

ونقلت الصحيفة عن موسى نزيز، الإمام الشاب بمسجد عمره ثلاثمائة عام بناه أسلافه الأتراك، وتعرض للتدمير عدة مرات: "إن لا أحد ينام ليلا، فالسلطات الروسية تقول إنها تحترمنا، لكن لا يمكن أن نصدقهم، فالأرض فى منطقتنا تملأها قوات الروس، ونحن قيد الانتظار، ولو جاءوا إلينا، فلن نغادر هذه المرة، بل سنحاربهم".

وتقول واشنطن بوست: إن شبه جزيرة القرم الأوكرانية لها روابط تاريخية مع روسيا، وسكانها الذين يتحدث 60% منهم الروسية يمثلون هدفا سهلا للانضمام، إلا أن مبعث القلق الأكبر لموسكو هو المسلمين التتار البالغ عددهم 300 ألف نسمة والذين بدأوا يستوطنون فى المنطقة مرة أخرى فى الثمانينيات، ويعارضون العودة للسلطة التى اضطهدتهم منذ حكم القيصرية إلى العهد الشيوعى.

وتمضى الصحيفة قائلة: إن كثيرين فى القرم وهى منطقة متعددة الأعراق يصل عدد سكانها لحوالى 2 مليون نسمة، ليسوا راضين عن الضم، إلا أن قادة التتار وحدهم هم من أعلنوا مقاطعة رسمية للاستفتاء على مسألة الانضمام إلى روسيا.

وفى عاصمة القرم سيمفربول، هناك معارضة منظمة ضئيلة للاستفتاء المدعوم من روسيا، وتوضح الصحيفة أن الأقلية التتارية وهى جماعة عانت منذ فترة طويلة، لكنها موحدة هى التى ستتحمل على الأرجح العبء الأكبر للمشاعر المؤيدة لروسيا، وقد دعا قادتها أتباعهم مرارا إلى مقاطعة التصويت وحذروهم فى نفس الوقت، لتجنب المواجهة العنيفة على أمل أن تنجح الضغوط والجهود العالمية فى حل الأزمة.



أكثر...