هى سيدة المسرح .. وسيدة الكلمة .. وصاحبة أقوى صوت مسرحى .. ولذلك لم يكن منحها لقب (سيدة المسرح العربى ) من فراغ وتكريمها فى عيد الفنان واجب من الدولة فتلك الفنانة العبقرية عشقت المسرح منذ طفولتها ولذلك توجهت للمعهد العالى للفنون المسرحية عام 1953 وتتملذت فيه على يد الفنان المسرحى زكى طليمات، وفى بداياتها أخفت اسمها خوفا من الأسرة تحت اسم سميحة سامى فى أوبريت (عذراء الربيع).

عطاؤها زاخر بالأعمال فقد بلغ رصيدها على المسرح على مدار مشوارها الفنى ما يقرب من 170 مسرحية، منها (رابعة العدوية وسكة السلامة ودماء على أستار الكعبة وأجاممنون ودائرة الطباشير القوقازية)، وأخرجت للمسرح مسرحيتين هما (مقالب عطيات وليلة الحنة)، كما تولت سميحة أيوب إدارة المسرح القومى وقدمت للمسرح فى فترة رئاستها أجيالا جديدة من الممثلين والمخرجين والمؤلفين وأدارت العمل الفنى بكل حنكة ومقدرة.

وبرغم سيطرة الأعمال المسرحية على غالبية مساحة أعمالها الفنية إلا أنها كان لها مشاركات عديدة فى السينما والتليفزيون ففى السينما تميزت من خلال أفلام (أرض النفاق وفجر الإسلام ومع السعادة وبين الأطلال)، وفى التليفزيون قدمت العديد من الأعمال البارزة من أهمها (الضوء الشارد وأوان الورد وأميرة فى عابدين والمصراوية ومزاج الخير).

نالت سميحة أيوب العديد من التكريمات من عدة رؤساء منهم جمال عبد الناصر وأنور السادات والرئيس السورى حافظ الأسد، والرئيس الفرنسى الأسبق جيسكار ديستان.

لقد استطاعت سميحة أيوب بلا تعمد ولا مباهاة، المشاركة فى حركة التغيير الاجتماعى، فى مصر ليس من اختيارها لأدوارها فقط، ولكن لإدارتها للأزمات وموقفها بجانب الفن والفنانين وقد واجهت انتصار الجيش فى أكتوبر فحولت خشبة المسرح إلى نبض يواكب ويؤازر ما يحدث فى الجبهة وأدخلت الفنان محمد نوح دائرة الضوء بمسرحية غنائية (مدد...مدد شدى حيلك يا بلد)، وجعلت مصر تغنيها معه ،ثم قدمت مسرحيتى (العمر لحظة)، و(رأس العش)، ولم تترك الوجدان المصرى فارغا مستقبلا فقط لنشرات الأخبار ولكنها كأى سياسى محنك جهزته للتفاعل مع الحدث العظيم، ولم تكن سميحة بعيدة عن فكرة العروبة، فكانت لديها حركة جغرافية للفن المسرحى، فى الوطن العربى ووقفت على خشبات مسارح الأردن والعراق وتونس والمغرب ولبنان والجزائر وسوريا، والكويت واليمن ثم أوصلتنا مسرحيا إلى أوروبا وإلى أم المسرح فرنسا حيث قدمت مع الفنانة أمينة رزق رائعة جان راسين " فيدرا " وسميحة لم تكن فى باريس سميحة أيوب كانت مصر.

أما عن حياتها الشخصية فقد تزوجت من الفنان محسن سرحان، ثم انفصلت عنه وتزوجت من الفنان محمود مرسى، وبعد انفصالها عنه تزوجت من الكاتب سعد الدين وهبة.




أكثر...