رصدت صحيفة "هفنجتون بوست" الأمريكية، الساحة السورية بين آمال لاحت فى أفقها بمجىء الربيع العربى ويأس خيم عليها بموقف المجتمع الدولى المتقاعس على نحو انقلب معه الربيع فى سوريا إلى شتاء.

ونوهت الصحيفة، فى تقرير على موقعها الإلكترونى أمس الخميس، عن موافقة الأحد المقبل للذكرى الثالثة لاندلاع الثورة السورية التى غيرت مجرى مستقبل البلاد قائلة، إن ما شهدته سوريا على مدار الأعوام القليلة الماضية يدفع المرء إلى إعادة قراءة "قصة مدينتين" للروائى الإنجليزى تشارلز ديكنز، التى يقول فيها إن طرفى النقيض لا يستطيعان التواجد بمعزل عن أحدهما الآخر.

وقالت إن يوم اندلاع الثورة يعتبر لدى الكثيرين فى سوريا أفضل الأيام؛ إذ نزلوا فيه إلى الشوارع، بعد أكثر من أربعين عاما كانوا يحسبون فيها حسابا لكل خطوة يتخذونها مطبقين مثلا سائرا يقول: "الحيطان لها آذان"، ليقرروا مصيرهم بأنفسهم فى صوت واحد وبشجاعة، للمرة الأولى على مدى عقود، لعمل إصلاحات، وللمطالبة بتغيير النظام القائم.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن قدرة المتظاهرين السوريين على حكم أنفسهم بدت واضحة بجلاء منذ الأيام الأولى للثورة، وعلى الرغم من عدم خلو الحكومة المناهضة للنظام من الصراعات الداخلية، إلا أن خطواتهم كانت ملهمة منذ البداية، لا سيما فى ضوء عقود من القمع.

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان كيف انتصر إيمان المتظاهرين فى الأيام الأولى على الذخيرة الحية التى استخدمتها قوات النظام، التى باءت بالفشل فى وأد الثورة وإسكات المتظاهرين الذين آثروا الموت على حياة الذل، مقتنعين أن نظام الأسد يجب أن يتخلى عن قبضته الحديدية على سوريا.

ومضت قائلة: "حتى سقوط قتلى بهذه الأعداد من السوريين لم يمنع الثوار من مواصلة سيرهم وقد التمسوا العزاء عمن فقدوهم فى الحقيقة التى تقول إن هؤلاء افتدوا بحياتهم حرية أبنائهم فى مستقبل يضمن حقوق التصويت والقدرة على معارضة الحكومة عند اللزوم دون خوف من انتقام".



أكثر...