طوابير طويلة من السيارات تعثرت فى الشارع الذى تقع فيه "عين الحياة" بالقرب من منطقة الفسطاط بمصر القديمة، بركة تعوم فيها السيارات وصورة لأطفال يجمعون "الرمل" فى جرادل لردم المياه التى نشعت على منازلهم، أكوام من الرمال والزلط تتخللها المياه من كل الجوانب، ومقابر غرق أمواتها دون أن يشعر بهم أحد، هكذا هو المشهد بمنطقة "عين الحياة" أحد عيون الصيرة المطلة على مقابر تحمل الاسم نفسه، وهى التى غرقت بالكامل بعد ارتفاع منسوب المياه وانهيار معظم المبانى وتحول المنطقة إلى ما يشبه الكارثة.

"إحنا هنا من زمان وراضيين بعيشتنا بس عايزينهم يشوفلنا حل فى المية اللى زادت وغرقت بيوتنا"، بهذه الكلمات تحدثت زينب محمود الأزهرى، من سكان "عين الحياة" والتى يقع بيتها أمام العين مباشرة حتى أنها تقوم بوضع الطوب والزلط أمام العين بسبب ارتفاع المياه خاصة فى فترة الليل.

وأضافت "الحيطان من ضغط المية شققت وجيراننا جوه المية نشعت جوه بيوتهم، وبيوتنا بتقع ونبنى من جديد كل شوية".

"المشكلة من زمان ومية العين بتزيد فى الشتاء، ولكن هذا العام الأمر زاد عن حده حتى كادت تغرق بيوتنا بعد أن أغرقت الطريق الرئيسى"، بهذه الكلمات تابعت زينب سرد تفاصيل المشكلة، مضيفة أن شركة المقاولون العرب قامت بوضع الزلط والرمال على الطريق لتسد المياه التى خرجت على الشارع، مما عرض بيوتهم للضغط بشكل أكبر وخروج المياه تحتها.

وقال الحاج لطفى فهمى، "إحنا عايشين عيشة متعيشهاش الكلاب، لا مية ولا صرف صحى ولا كهرباء يرضى مين ده؟!"، مضيفاً أنهم يعيشون على حنفية مياه واحدة لأهالى عين الحياة كلها ويقومون برمى الصرف الصحى فى العين، أما عن الكهرباء، فالحل الوحيد هو سرقتها من الشارع".

أما الحاجة حليمة حامد على، التى سمحت لنا بتصوير غرفتها من الداخل وقد امتلأت أرضها بالمياه، قالت "شوفولنا حل بقى فى الموضوع ده، إحنا ميتين مش عايشين"، مضيفة "كل يوم أكلم ربنا وأدعيه أنه يقلل المية، خايفة أصحى يوم ألاقى نفسى غرقانة أنا وولادى".

مقابر السيدة عائشة كان لها نصيب أيضاً من ارتفاع منسوب مياه عين الحياة، حيث قال عصام الدين محمد، أحد سكانها، إن كل المقابر فى هذه المنطقة تغرق فى مياه العين، و"الميتين عايمين من السيدة عائشة للبساتين".

واشتكى من استمرار أزمة تعثر الطريق بشارع عين الحياة لمدة تزيد على 3 أشهر حتى الآن، ودون أن تتحرك محافظة القاهرة أو شركة المقاولون العرب لسرعة إنجاز الأمر، مضيفاً أن الحل الذى اقترحوه للأزمة تسبب فى زيادتها، حيث وضعوا أكواما من الزلط لرفع مستوى الطريق، مما تسبب فى الضغط على المياه وخرجت إلى الشارع الموازى وبذلك تضاعفت المشكلة.

وأضاف "إحنا بقالنا كذا شهر فى الموضوع ده ومحدش بيحل حاجة، يعنى مبنشفش أصلاً مهندسين الشركة بيصلحوا، وأهو كلها فلوس بتتسرق من البلد ومحدش حاسس بحاجة".

سكان المنطقة اقترحوا حلولاً لأزمة المياه يتمنون أن تحققها الدولة، حيث قال أحدهم: "يجيبوا عربيات كسح تشفط المية أو يحولوها لمحطة صرف صحى بدل ما تخرج على الشارع".


بالصور.. "عين الحياة" سكانها وأمواتها غرقانين من السيدة عائشة للبساتين 1.jpg

بالصور.. "عين الحياة" سكانها وأمواتها غرقانين من السيدة عائشة للبساتين 2.jpg

بالصور.. "عين الحياة" سكانها وأمواتها غرقانين من السيدة عائشة للبساتين 3.jpg

بالصور.. "عين الحياة" سكانها وأمواتها غرقانين من السيدة عائشة للبساتين 4.jpg

بالصور.. "عين الحياة" سكانها وأمواتها غرقانين من السيدة عائشة للبساتين 5.jpg

بالصور.. "عين الحياة" سكانها وأمواتها غرقانين من السيدة عائشة للبساتين 6.jpg

بالصور.. "عين الحياة" سكانها وأمواتها غرقانين من السيدة عائشة للبساتين 7.jpg

بالصور.. "عين الحياة" سكانها وأمواتها غرقانين من السيدة عائشة للبساتين 8.jpg

بالصور.. "عين الحياة" سكانها وأمواتها غرقانين من السيدة عائشة للبساتين 9.jpg

بالصور.. "عين الحياة" سكانها وأمواتها غرقانين من السيدة عائشة للبساتين 10.jpg

بالصور.. "عين الحياة" سكانها وأمواتها غرقانين من السيدة عائشة للبساتين 11.jpg



أكثر...