قالت صحيفة الإندبندنت إن اليوم يسجل مرور ثلاث سنوات على بدء الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس السورى بشار الأسد، فيما لا يزال الوضع كما هو.

ويرى مراسل الصحيفة أن استمرار الدعم الروسى والإيرانى للأسد، وعدم استعداد الغرب للتدخل جنبا إلى جنب، مع حالة الفوضى المتزايدة بين الفصائل المناهضة للحكومة، جميعها تتضافر للتأكيد على أنها لن تنجح فى إسقاط الأسد.

وتشير الصحيفة إلى أن منذ بدء موجة الانتفاضات العربية فى 2011، بدا الرئيس الأسد واثقا أن سوريا فى مأمن من الاضطرابات، ولم يكن الأسد وحده واثقا من هذا الأمر، فخلال لقاء لسفراء عشر دول، فى دمشق فى فبراير 2011، رفض الدبلوماسيون جميعهم دون استثناء أى تلميحات بشأن انتقال الاضطرابات الثورية فى مصر وتونس إلى سوريا.

ورغم أنه سرعان ما اندلعت الاحتجاجات ضد الأسد، فلقد كان هناك سوء تقدير عندما سارعت الحكومات الغربية والعديد من السوريين، بالقول إنه لا بديل عن رحيل الأسد، وقد استشهد أولئك بسقوط القذافى فى ليبيا، لكن بنى هذا على سوء فهم أساسى للوضع فى كل من سوريا وليبيا.

ويوضح باتريك كوكبرن، مراسل الصحيفة، النظام الليبى تم عزله دوليا وسقط بسبب الحملة العسكرية التى شنها الناتو، وليس بقوة المتمردين، هذا فيما أن سوريا حليف قوى لروسيا التى بإمكانها التصدى لأى إجراء تفويضى، كما أن إيران لم تقف صامتة أمام الإطاحة بالحليف الأكثر أهمية لها فى العالم العربى.

ويتابع أن قوة الحكومة السورية، تكمن فى قدرتها على البقاء على وحدتها، وهو الأمر الذى لم يستطع معارضوها تحقيقه. وخلافا لما حدث فى ليبيا، كانت الانشقاقات محدودة، وبينما حدث العديد من الفرار من الجيش، فإن الوحدات لم تتغير بشكل عام.

ورغم أن فى كثير من الثورات تنقسم جماعات التمرد بعد النصر ليتبعها حروب أهلية، ففى سوريا سبق الاقتتال الداخلى بين المعارضة والحرب الأهلية الدموية أى نصر ممكن. فالمعارك الناشبة بين جماعة الدولة الإسلامية فى العراق، وبلاد الشام وغيرها من جماعات المعارضة المسلحة مثلت أنباء سارة للأسد، خلال الأشهر الأخيرة الماضية.

وتتابع أن النزاع بين المملكة العربية السعودية وقطر، الداعم الرئيسى لجماعات التمرد المسلحة، يضيف طبقة جديدة من التعقيد للصراع فى سوريا. لاسيما مع إعلان السعودية جماعة الإخوان وجبهة النصرة وجماعة الدولة الإسلامية كـ "تنظيمات إرهابية"، وهو ما فعله الأسد منذ فترة طويلة.

فلقد بات من الصعب أن نرى كيف يمكن للسعوديين والأمريكيين العمل بنجاح على تأسيس جيش متمرد قادر على مواجهة حكومة الأسد، والمتمردين الجهاديين بنجاح. ومع ذلك تخلص الصحيفة بالقول، إن البقاء على قيد الحياة، لا يعنى الفوز فلا يزال الأسد حاكم أرض خراب، وليس لديه الموارد اللازمة لتحقيق انتصار حاسم.

ويختم كوكبرن قائلا إن ما لم تكن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وتركيا وحلفاؤهم على استعداد لخوض حرب طويلة من أجل استنفاد الحكومة فى دمشق، فلا يوجد أى سبب لتركه السلطة.



أكثر...