نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالا للسيناتور الأمريكى جون ماكين رد فيه على العدوان الروسى على شبه جزيرة القرم، وانتقد خلاله السياسة الخارجية الأمريكية فى ظل إدارة الرئيس باراك أوباما.

واستهل ماكين مقاله - الذى أوردته الصحيفة على موقعها الإلكترونى - بالتساؤل عما إذا كان ممكنا أن يلام أوباما على الاجتياح الروسى للقرم واحتمال ضمها؟ وأجاب ماكين بتأكيد النفى منحيا باللائمة المباشرة على الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وعلى الرجعية الإمبريالية الروسية ومخابراتها.

وقال: "لكن أزمة القرم كشفت افتقارا مزعجا فى سياستنا الخارجية فى ظل أوباما إلى النظرة العالمية.. وهو ما يجب أن يتغير"، وأضاف ماكين: "على مدى خمسة أعوام تم إخبار الأمريكيين أن موجة الحرب آخذة فى الانحسار وأن واشنطن يمكن أن تقلص من تواجدها العسكرى خارجيا.. لكن ذلك غذى تصورا لدى الآخرين بأن الولايات المتحدة ضعيفة وثمة أشخاص أمثال بوتين يستثيرهم ضعف الآخرين.

هكذا رأى بوتين سياسة "إعادة ترتيب الأوضاع" التى تراجعت فى ظلها خطط الدفاع الصاروخى للولايات المتحدة كما تقوضت التحالفات مع أوروبا الشرقية وجورجيا.. كما كان موضوع توسع الناتو مطروحا على الطاولة.. وثمة اتفاقية استراتيجية لخفض التسلح تطلبت خفضا كبيرا من جانب أمريكا، لا من جانب روسيا.. وبينما قدم بوتين القليل، وعد أوباما بإظهار مرونة أكثر.

ورأى ماكين أن بوتين لمس غيابا للعزيمة فى تحركات أوباما فيما وراء أوروبا، كما أنه فى أفغانستان والعراق بدت القرارات الأمريكية العسكرية انسحابية أكثر منها تقدمية.. لقد تقلصت ميزانيات الدفاع بناء على الآمال وليس استنادا إلى استراتيجية موضوعة.. وتنمرت إيران والصين على حلفاء أمريكا دون أن تدفعا ثمنا ملموسا لذلك.. ربما أسوأ الشواهد جميعا يتمثل فى تجاوز بشار الأسد للخط الأحمر الذى رسمه أوباما فيما يتعلق باستخدام الكيماوى فى سوريا، ومر ذلك أيضا دون عقاب.

وتابع السيناتور الأمريكي: "بالنسبة لبوتين، يتم اعتبار التردد بمثابة دعوة للعدوان إن عالم بوتين عالم وحشى يتم فيه عبادة القوة ونبذ الضعف وكافة الخصومات تبدو فيه لعبة صفرية المحصلة ينظر بوتين إلى انهيار الاتحاد السوفياتى باعتباره أسوأ كارثة جيوسياسية فى القرن.. وهو لا يقبل أن تكون دول الجوار الروسي،،ناهيك عن أوكرانيا، دولا مستقلة.. إن بوتين يعتبر تلك الدول امتدادا خارجيا قريبا لروسيا ولابد من عودتها إلى ظل موسكو بأية وسيلة".

ورأى ماكين "أن الأمر الأكثر إزعاجا فى اعتداء بوتين على القرم يتمثل فى كونه يعكس استخفافا متناميا بمصداقية أمريكا عالميا.. عزز ذلك جرأة عناصر عدوانية أخرى: من القوميين الصينيين إلى إرهابيى تنظيم القاعدة والثيوقراطيين الإيرانيين".

وقال: "يجب أن تكون القرم بمثابة الأرض التى يقف فيها أوباما على هذه الحقيقة ويشرع فى استعادة مصداقية أمريكا كقائد للعالم.. هذا سيتطلب نوعين من التحركات: الأول، والأكثر إلحاحا يتمثل فى إدارة الأزمة؛ نحن فى حاجة إلى العمل مع حلفائنا لدعم أوكرانيا وتشجيع الأصدقاء المترددين فى أوروبا الشرقية ودول البلطيق بحيث يرى بوتين جبهة قوية متحدة بما يحول دون مزيد من تردى الموقف".



أكثر...