كتبت صحيفة "هاآرتس" فى افتتاحيتها الرئيسية اليوم الأحد، أن الفلسطينيين اعترفوا بإسرائيل، وأن إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على اعتراف فلسطين بالدولة اليهودية، يهدف إلى دفع الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبو مازن" لاتخاذ موقف غير ممكن، يدير فيه ظهره للعرب فى إسرائيل.

وأعلنت الصحيفة دعمها لتصريحات وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، الذى قال: "أعتقد أنه من الخطأ قيام بعض الأشخاص بطرح هذا الموضوع المرة تلو الأخرى واعتباره مركبا حاسما فى توجههم نحو فرص إقامة الدولة وإحلال السلام".

وقالت الصحيفة، إن على الجمهور الإسرائيلى واللوبى اليهودى فى الولايات المتحدة، الذى يدعم مطلب نتنياهو بشكل أعمى، استيعاب ما توصل إليه كيرى. فهو يلمح إلى أن مطلب نتنياهو لا يشكل جزءا من ضمان مصالح إسرائيل، وإنما عقبة هدفها منع التوصل إلى اتفاق سياسى.

وأضافت أن كيرى يعرف وكذلك نتنياهو والفلسطينيين أن شرط تحقيق الاتفاق يكمن فى التفاهم على القضايا الجوهرية الحقيقية للصراع: اللاجئون، والقدس، والحدود والترتيبات الأمنية، وأى انشغال فى أى موضوع آخر يعنى عدم وجود مفاوضات.

وأوضحت الصحيفة أن الفلسطينيين اعترفوا بإسرائيل من خلال ياسر عرفات، ومن ثم من خلال أبو مازن، هذا بالإضافة إلى الاعتراف الرسمى فى المبادرة العربية، وإسرائيل ليست بحاجة إلى الاعتراف من أى دولة أو كيان. فقد قال كيرى إنه "تم حل مسألة الدولة اليهودية فى قرار الأمم المتحدة رقم 181 لعام 1947، وهناك يتم ذكر الدولة اليهودية أكثر من 44 مرة". وعلى الجمهور الإسرائيلى أن يسأل إن لم يكن ذلك كافيا.

وأضافت "هاآرتس": "بدون الدخول إلى السؤال حول جذور الصراع ومن المتهم بشكل أكبر عن مصير الفلسطينيين، فإن نتنياهو واليمين يتجاهلون حقيقة أن دولة إسرائيل قامت على خرائب 400 قرية فلسطينية ومئات آلاف اللاجئين ولا يمكن لعباس إعلان ما يطالب به نتنياهو.

وخلصت إلى القول إن "المفاوضات السياسية وتحقيق الاتفاق الذى سيمنع العنف الإقليمى وعزل إسرائيل، وإنشاء دولة ثنائية القومية ذات غالبية فلسطينية ليست مصالح حيوية لإسرائيل، ويجب منع نتنياهو من إهمال ذلك بذرائع زائدة.



أكثر...