الاضطراب الانفجارى يحدث نتيجة عدم السيطرة على الاندفاعات، وكما يوضح الدكتور مدحت عبد الحميد أستاذ ورئيس قسم علم النفس بكلية الآداب – جامعة الإسكندرية، إن الاضطراب الانفجارى المتناوب أو المتقطع سمى بهذا الاسم لأنه يحدث عبر نوبات سلوكية متكررة متناوبة من فشل السيطرة على الاندفاعات العدوانية والتى يتم التعبير عنها فى صورة لفظية مثل نوبات الغضب والمشاحنات والشجار اللفظى، أو فى صورة جسدية مثل العدوان الجسدى نحو الأشخاص والحيوانات، وتدمير الممتلكات وهذه السلوكيات لا تحدث بصورة متعمدة ولا يرغب الشخص من ورائها تحقيق أهداف ملموسة كالحصول على المال أو السلطة أو الترهيب.

وتحدث هذه النوبات بشكل سريع وتستمر عادة لأقل من 30 دقيقة، وذلك بوصفها استجابة لإثارة بسيطة، وعند تشخيص الاضطراب يجب ألا يكون قد حدث بسبب حالة طبية معينة كإصابات الرأس أو مرض ألزهايمر ولا بسبب عقار ما، كذلك ينبغى أن يحدث بمعدل مرتين أسبوعيًا لمدة ثلاثة أشهر على الأقل وبين هذه النوبات لا يوجد أية اندفاعات أو عدوان.

وتابع أبو زيد، يبدأ الاضطراب غالبًا فى مرحلة الطفولة أو المراهقة ونادرًا ما يحدث بعد سن 40 عامًا، ويشيع لدى الذكور مقارنة بالإناث، ويتزامن حدوثه مع بعض الاضطرابات الأخرى منها: الاكتئاب، واضطرابات القلق، وتعاطى العقاقير، واضطراب المسلك، واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة وأخيرًا اضطراب المعارضة المتحدى، وتتمثل عواقب هذا الاضطراب على الفرد من الناحية الاجتماعية والمهنية فى فقد الأصدقاء والأقارب وربما الطرد من الوظيفة.

وقد وجد أن ثمة عوامل تتضافر معًا لكى تؤهل الفرد للإصابة بالاضطراب الانفجارى المتقطع منها عوامل جينية وراثية والتى لوحظت لدى الأقارب من الدرجة الأولى لأفراد يعانون من هذا الاضطراب، وهم بذلك أكثر عرضة للإصابة به، كما دعمت بعض البحوث وجود خلل عصبى فى الموصل العصبى السيرتونين لدى هؤلاء الأفراد فضلاً عن العوامل البيئية كوجود تاريخ سابق من الصدمات الانفعالية أو العدوان الجسدى خلال العقدين الأولين من العمر.



أكثر...