أعلن رئيس الوزراء التونسى مهدى جمعة عن أن حكومة تسيير الأعمال، التى يترأسها، تركز على محاولة وضع الاقتصاد على الطريق الصحيح ودعم الموارد المالية بعد عدة أعوام من الاضطراب الذى أعقب الثورة، وذلك فى ضوء وجود دستور جديد وانتخابات هذا العام.

واعترف جمعة - فى مقابلة أجرتها معه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية ونقلتها اليوم الاثنين، على موقعها الإلكترونى – بأن المشاكل الأمنية والمشاحنات السياسية الحادة تسببا فى انتكاسة كبرى لآمال تونس فى زيادة التدفق السياحى والاستثمار وفى تضخم عجز كبير للميزانية.

وأوضح أن هدف الحكومة الذى ترمى من خلاله إلى تحقيق نمو بنسبة 4% وعجز فى الميزانية العامة للدولة نسبته 5.7% سيكون صعبا للغاية هذا العام، على الرغم من رفضه الكشف عن تصور الحكومة حاليا لما سيكون عليه الوضع.

وحول آثار الصراع السياسى على تونس قال جمعة "لقد تجبنا الأسوأ. لكن هناك ثمنا، وكان هو الاقتصاد. فمشاكل كبيرة مثل البطالة المرتفعة – حتى بين أبناء الطبقة المتوسطة المتعلمة – والإنفاق الحكومى الخارج عن نطاق السيطرة بالنسبة للطاقة ودعم الأغذية دون خطة لمعالجته".وتابع "تكمل الحكومة حاليا خطة إصلاح اقتصادى شامل من شأنها تقليل الدعم الحكومى وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بمنتجات الطاقة على مدار من ثلاثة إلى خمسة أعوام واجتذاب استثمارات جديدة فى الصناعة والتكنولوجيا من أجل خلق الوظائف".وأشار إلى أن الاقتصاد سيحتاج فى نهاية المطاف للنمو بمعدل 6% إلى 7% للانخفاض بمعدلات البطالة وتحسين الفرص بالنسبة للمناطق المهمشة بالبلاد.

وأكد رئيس الوزراء التونسى أن الحكومة تسعى فى الأمد القصير للحصول على أموال مساعدات وقروض ومنح لتحسين البنية التحتية، مثل الموانئ والطرق واستثمارات القطاع الخاص فيما يخص مشروعات التنمية ولا سيما فى الداخل، مشددا على الحاجة لبعض المكاسب السريعة.

وأشارت الصحيفة إلى أن جمعة، وهو مهندس وأحد رواد الأعمال الذى عاد إلى تونس من فرنسا قبل نحو عام من توليه مهام منصبه فى شهر يناير الماضى، أصبح رئيسا للوزراء كجزء من اتفاق بين التكتلين السياسيين الكبيرين فى البلاد من أجل رئاسة حكومة مؤقتة من الشخصيات التكنوقراط حتى إجراء الانتخابات.ولفتت الصحيفة إلى أن المقابلة أجريت معه خلال جولة فى دول الخليج حيث تسعى الحكومة لجذب استثمارات ودعم سياسي. ونوهت إلى أن رئيس الوزراء التونسى سيزور واشنطن مطلع شهر إبريل القادم حيث سيلتقى مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما.
وأوضحت الصحيفة أن تونس شهدت موجات عنف - من بينها عمليتى اغتيال لاثنين من السياسيين العلمانيين وهجوم على السفارة الأمريكية – مما جعل العملية السياسية فى البلاد على شفا الانهيار فى العام الماضى.



أكثر...