سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما خلال الخمس سنوات الماضية، عدل كيفية التعامل مع أقسى عملاء العالم، ولكن مع استعداد روسيا لضم شبه جزيرة القرم إليها عقب استفتاء أمس الأحد، ومع تزايد التهديدات لأوكرانيا، فضلا عن ازدياد المذابح فى سوريا، باتت استراتيجية أوباما ترزح لمزيد من الضغوط أكثر من أى وقت مضى خلال فترة رئاسته.

وذكرت الصحيفة - فى تقرير بثته على موقعها الإلكترونى اليوم الاثنين، أن خلال فترة الرئاسة الأولى لأوباما، وصف البيت الأبيض نهجه بـ "البصمة الخفيفة". وأفادت الصحيفة أن ضربات الطائرات بدون طيار والهجمات الإلكترونية وغارات العمليات الخاصة الناجمة عن التفوق التكنولوجى الأمريكى يمثل تفوقا سريعا للقوى العسكرية السرية، منوهة إلى إصرار أوباما على "إقحام" حلف شمال الأطلنطى "ناتو" والدول العربية متبعا سياسة "القيادة من الخلف" عند موافقته على انضمام القوات الأمريكية لقصف ليبيا فى عام 2011.

وأضافت أن أوباما يفضل وزارة الخزانة باعتبارها قيادة غير مقاتلة، وذلك منذ أن اكتشف سياسة اللعبة الطويلة، ويتضح أثرها فى تطوير فن الضغط الاقتصادى على إيران الذى اضطر رجال الدين للجوء لطاولة المفاوضات، ولكن أثبتت هذه الأدوات حتى الآن – حتى تهديدها- فشلها فى الأزمات الأخيرة بشكل محبط. ولفتت الصحيفة إلى فشل العقوبات والمساعدات المتواضعة للمحتجين فى سوريا لوقف المذابح التى ترتكب، بل وتفاقمت عمليات القتل مع استمرار المفاوضات.

وأوضحت أن قرارات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لغزو القرم أخذت البيت الأبيض على حين غرة، فضلا عن إعلان الصين الحازم بشأن حقوقها الحصرية للفضاء الجوى والأراضى القاحلة. ولفتت الصحيفة إلى أنه لا الضغط الاقتصادى ولا الهجمات الإلكترونية هو ما أجبر إيران على إعادة النظر فى نهجها حال دون تطوير كوريا الشمالية لبرامجها النووية والصاروخية. وأفادت الصحيفة بأن خصوم أمريكا يختبرون حدودها مابعد العراق وأفغانستان.

ونسبت الصحيفة لأوباما إقراره - على الأقل سرا - بأنه يدير فترة تتسم بالتقشف، مضيفه أن التاريخ يقترح أن مثل هذه الفترات –المشابهة لما مرت به الولايات المتحدة عقب الحربين العالمتين وحرب فيتنام- تتسم خلالها أمريكا بالضعف عن باقى دول العالم.

وأوردت الصحيفة أنه على ما يبدو أن مستشار الأمن القومى السابق لأوباما توماس دونيلون يعترف بالطابع الحرج للوضع الراهن، عندما صرح أمس الأحد بأن أوباما يواجه "تحديا لنظام ما بعد الحرب الباردة فى أوروبا، النظام الذى ينبغى القيام بالكثير حياله".

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه فى الأثناء التى أعرب خلالها دونيلون عن ثقته بأن الولايات المتحدة بمرور الوقت تمتلك أدوات قوية ضد روسيا ودول أخرى، اتضح أن المنافسين مثل بوتين تفوقوا على أرض الواقع.

ونسبت الصحيفة لبعض المسئولين البارزين فى البيت الأبيض خلال الفترة الأولى للرئاسة – الذين رفضوا الكشف عن هويتهم- أن أوباما أخطأ عندما لم يجهز خطة بديلة تدعم إعلانه بأنه ينبغى على الرئيس السورى بشار الأسد التخلى عن الرئاسة، منوهة بأن زعماء العرب تخاصموا حول قرار أوباما فى اللحظة الأخيرة حول التراجع عن ضرب سوريا، والذى من شأنه أن يجرئ الشعب الإيرانى على عدم التخلى عن برنامجهم النووى.

ونقلت الصحيفة عن نائب مستشار الأمن القومى بنيامين رودس قوله "إن هناك العديد من أوجه التفكير السحرى بهذا الشأن، حيث إنه إذا كانت أمريكا قد غيرت طريقها وشنت حربا على سوريا، لما كان بوتين ليفكر فى غزو القرم"، مضيفا "هذا خيال، لقد غزت أمريكا العراق، ولكن ذلك لم يمنع بوتين من غزو جورجيا".

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن الأزمات العديدة على صحيفة أوباما ستشكل وجهة نظر العالم للقوة الأمريكية.



أكثر...