(المستقلة)..تعيش في الأرياف المعزولة من شمال ألبانيا نساء في هيئة رجال يطلق عليهن اسم “بورنيشا” Burrnesha، تظهرن وكأنهن عجزة من الجنس الخشن، أكل عليهن الدهر وشرب، ولكنهن في الواقع نساء اخترن حياة الرجال الصعبة من أجل الحفاظ على ممتلكات أجدادهن ورعاية أفراد عوائلهن. و”البورنيشا” اللاتي يطلق عليهن أيضا اسم العذارى، تقصصن شعرهن مثل الرجال وتلبسن لباس الرجال وتتحملن جميع المسؤوليات والأعمال التي تترتب على الرجال، وخلافا عن غيرهن من نساء القرية، يسمح للبورنيشا التدخين وشرب الخمر وحمل البندقية والاختلاط مع الرجال. يعود تقليد البورنيشا  القبلي إلى القرن الـخامس عشر، عندما أدت الحروب إلى تشريد العائلات التي فقدت من يعيلها، فاتخذت الأخت الكبرى على عاتقها مهمة رعاية إخوانها الصغار والحفاظ على أراضي وممتلكات عائلتها، ولتحصل على ذلك عليها اتخاذ نذر العزوبية مدى الحياة. ففي نظر المجتمع الريفي الألباني، هذا النذر هو السبيل لتقبل المرأة في أوساط الرجال وتحصل على حقوقه. التحول إلى رجل كاميل ستيما عاشت حياة “البورنيشا” منذ بلوغها سن العشرين، وتقول أنها لم تجد خياراً آخر يمكنها من وراثة أرض عائلتها وحماية أخواتها التسع بعد وفاة والدها فاختارت التحول إلى رجل. عاشت كاميل معظم حياتها وحيدة، وهي “البورنيشا” الوحيدة المتبقية في قريتها الجبلية الصغيرة “باراجانيش”، وعندما تسألها عن اسمها تجيب بأنها السيد دافوس، ولكنها تعترف بانها عاشت حياة الرجل والمرأة في آن واحد. وتقول كاميل أنه في منطقتها الريفية المتحفظة لا يسمح للنساء السواقة أو العمل، والتحول إلى “بورنيشا ” هو السبيل الوحيد للعيش بحرية، كما أن العديد من النساء تخترن حياة البورنيشا للهروب من الزواج في حال أجبرن على الزواج من رجل يكبرهن ثلاث مرات. تعيش بقية حياتها كرجل بعض العائلات ترفضن تحول ابنتهن إلى بورنيشا، فالعجوز هجاري (86 عاما) تعرضت للضرب على يد والدتها في سن الـ12 عاماً عندما قررت التحول إلى بورنيشا، ولكن بعد إصرارها المستمر، وافق والدها أن تعيش بقية حياتها كرجل. على الرغم من الامتيازات التي تحصل عليها البورنيشا كونها رجل، فهي تعيش حياة الوحدة، وهذا التقليد تلاشى مع الزمن إذ لم يتبقَّ اليوم سوى بضع العشرات منهن.(النهاية)

أكثر...