إن القراءة للطفل تعتبر بمثابة بساط الريح الذى يحمله إلى آلاف الأمكنة، فهو آلة الزمن التى تنقله إلى عصور مضت وأخرى قادمة، هى مارد مصباح علاء الدين، وقمقم عفريت الصياد، فهى عالم ساحر ينتقل إليه الطفل، هكذا قال الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسى، عن القراءة للأطفال مذ حداثتهم.

وأضاف هارون إن القصة التى تقرأها الأم من الكتاب إلى الطفل تجعله يستمتع كثيرا وتأخذه إليها فلا يستطيع الابتعاد أو الفكاك منها، وهى فى ذات الوقت تحقق له قدرا هائلا من الاحتياجات، فهى التى تسكنه القصور، وتطير به إلى الفضاء، إضافة إلى أنها تجعله يأخذ موقفا تجاه الشر والأشرار ويظل هذا الموقف مع طويلا، فهى تعنى للطفل الكثير والكثير.

وتابع هارون إن الكتب هى تلك الكلمة المطبوعة على الورق وكذلك الصورة بالنسبة للطفل فهى تنقل لتطبع على صفحة عقوله ووجدانه ومشاعره وقد تبقى على مدى العمر كله، وكل منا نحن الكبار نذكر عبارة قرأناها وصورة شاهدناها، ونذكر أين ومتى، بل إننا نعرف الحدث ونشاهده فى التليفزيون ومع ذلك نجرى لقراءته مطبوعا فى الصحف مع الصباح.

وأشار هارون، إلى أن تأثير الكلمة النفسى على الطفل قد يكون إيجابيا أو سلبيا لأن الطفل له حساسية شديدة تجاه الكلمة سواء المسموعة، أو المقروءة أو المرئية، وذلك نتيجة حب الاستطلاع والرغبة الشديدة فى الاكتشاف والبحث عن المجهول لتنمية حواسه الإدراكية ولكى يتواصل مع البيئة المحيطة، وكل له قدرة عالية على التقاط الأشياء، واستشعار كل ما يثير انتباهه أو يلفت نظره .

وبالتالى فإن وقع الكلمة بأى شكل ينفذ بسرعة إلى وجدانه ويرسخ بعمق فى ذاكرته فيؤثر على سلوكياته ويغير من تكوينه النفسى، ويساعده بقوة فى تنمية مواهبه وقدراته وفى توسيع دائرة علاقاته الاجتماعية.



أكثر...