"العنصرية فى تونس شبيهة بالشبح، الذى لا يراه كل الناس لكنه موجود ومخيف ومقلق ويهدد راحة المواطن الأسود فى وطنه".

هكذا قالت الباحثة التونسية مها عبد الحميد عضو سابق فى "آدم للمساواة والتنمية" أول جمعية للدفاع عن السود فى تونس بمناسبة تنظيم مسيرات مناهضة للعنصرية ضد السود فى عدة مدن تونسية يوم 21 مارس الموافق لليوم العالمى لمناهضة العنصرية فى العاصمة تونس.
وأضافت الباحثة فى تصريحات صحفية أن البعض يعانى من ضيق افق فيما يخص بعض المطالب الثورية، تحديدا فى مسألة العبودية سواء كانت عبودية اللون أو عبودية النوع.

واستطردت "البعض عندما يتحدثون عن المسار الثورى ينظرون من زاوية واحدة، لكننا مؤمنون بأن الثورة يجب أن تغير كل شىء وتضع حدا لما من شأنه أن يمس كرامة الإنسان، فلأجل الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية والأخلاقية قامت الثورة التونسية، والمسار الثورى الذى يراد به إصلاح المنظومات والعقليات ومناهضة كل أشكال التمييز يجب أن يشمل أيضا مناهضة التمييز العنصرى ضد المواطنين السود الذين طالما تعرضوا للتمييز والتفرقة على مرأى ومسمع المجتمع المدنى والسلطات التى تعاقبت على البلاد".

وأشارت مها لحادثة نجيبة الحمراوى رئيسة نقابة الصحفيين فى حديثها لموقع فرنسا 24، قائلة: "قد تكون التجاوزات العنصرية اليومية غير ظاهرة، لكن ما تعرضت إليه نجيبة الحمرونى – رئيسة نقابة الصحافيين التونسيين- من اعتداءات بسبب لونها لم يحرك ساكن أكبر مناضل، من أجل حقوق الإنسان فى تونس، مضيفة "وفى سنوات حكم بن على قدم البعض شكاوى فردية، لكن كانت تحل بسلاسة دون شوشرة".

وبعد الثورة، أخذت القضية نهجا جديا من أجل كرامة المواطن الأسود فى بلاده متجذرا، فى الثورة وأهدافها، فتكونت الجمعيات لمناهضة التميز اللونى بعد الثورة وتتقدم هذه الجمعيات بصعوبة أمام نكران العديد لوجود التمييز العنصرى فى تونس.



أكثر...