هذه الحادثة الحقيقية منقولة على لسان شخص مرافق الملك / غازي.. السيد / فؤاد عارف وهو من أهالي السليمانية ولا يزال على قيد الحياة .
في ذكريات السيد / فؤاد عارف يتحدث عن بساطة العائلة المالكة.. بالأخص شخص الملك / غازي..حيث كان يعيش عيشة بعيدة كل البعد من كونه ملكاً..منذ فترة شبابه ولحد مقتله / 1939 ظل بسيطاً ويزاول هواياته كأي شاب.. تصوروا كان لديه أذاعة تبث من قصر الزهور كان يشترك في تقديم البرامج!!.
يقول السيد / فؤاد عارف :
في يوم من أيام صيف بغداد.. كنا أنا وجلالة الملك / غازي وحدنا في سيارته.. كنت جالساً بجواره وهو يقود السيارة.. لا حرس ولا حماية !!.
فجأة وقبل وصولنا الى بناية / أوروزدي باك الحالية في شارع الرشيد . توقف.. وقال :
ــ كاكه فؤاد*.. روح أسأل صاحب الشركة عن سعر تلك السيارة المعروضة
فعلاً كانت هنالك سيارة في ـ الجامخانة ـ حمراء سبورت.. من دون سقف ـ سيارة شبابية ـ !!.
يقول السيد / فؤاد عارف :
ترجلت من السيارة وظل الملك وحده في سيارته ينتظرني!!! .. استقبلني صاحب الشركة أو وكيل الشركة.. قدمت نفسي قال :
أعرفك أستاذ..لماذا لا يتفضل جلالة الملك ويتناول شيء؟؟؟.
شكرته وجرى بيننا التالي :
ــ كم سعر هذه السيارة..؟؟.
+ سعرها ! 1550 دينار.. ولكن لجلالة الملك أقل ـ بكم دينار .بحدود عشرة أو عشرين !!ـ .
شكرته وعدت الى جلالته وأخبرته بالموضوع... صمت قليلاً وقال :
ــ كاكه فؤاد شكَد عندك فلوس؟؟.
+ مولانا *... ما أملك غير 150 دينار جمعته من رواتبي لسنوات !!.
ــ عجيبة.. مادكَولي وين تودي المعاش.. أشو تأكل وتشرب بالقصر ؟؟.
+ مولانا.. عندي غرفة بالفندق.. مرات خميس وجمعة أنزل للمدينة وبعدين يصير عندي خطار!!.
عدنا الى البيت جمع الجميع( الوالدة والخالات والعمات ).. جمعوا له 350 دينار.. زائداً تحويشتي أصبح لدينا خمسمائة دينار.. بعد نحتاج الى الف دينار !!!.
ظل الملك حائراً كيف سيرتب شراء السيارة؟؟؟.
في الحقيقة تعجبت وحينها طرحت عليه أن يطلب المبلغ من وزير المالية وانتهى ألأمر!!.
حينها طلب مني أن أتصل بوزير المالية ويأتي لمقابلة الملك مساءً وفي قصره!!.
في المساء حضر الوزير بالملابس الرسمية.. جلس وتناول شىء.. ثم نظر إلي الملك بنظرة أفتهمت يريد أن أفتح الموضوع مع الوزير.. حينها دار بيني وبين الوزير ما يلي :
ــ معالي الوزير .. لقد طلبكم مولانا لأمر ما.
+ وأنا في خدمة مولانا .
أخذت أحكي له كل القصة.. من الطقطق الى سلام عليكم !!.
سكت الوزير برهة وقال :
ــ وفق أي قانون أصرف المبلغ..؟؟ قانوناً ما يجوز..لكون مولانا يملك سيارتان ، واحدة رسمية وألأخرى شخصية ..إلا أذا أراد مولانا أن نخرج عن القانون.. حينها كل الخزينة تحت تصرفه.. ولكن مولانا علمنا على ألألتزام بالقوانين.. وهو أبو القانون !!!.
كلام الوزير كانت كالقنبلة.. صمت رهيب.. الجميع لم يتوقعوا هكذا كلام.. بعد فترة نطق الملك:
يشهد الله أكثر من خمس دقائق يعتذر من الوزير.. وأوصله الى باب الغرفة!!!.
بعدها عاتبني بشدة وقال :
ـ كل الصوج منك ياكاكه فؤاد.. الوزير على حق!!!!!.
أنتهت القصة.. بعد أسبوع كنا سوياً وأذا بنفس السيارة يقودها أحد أثرياء مدينة السليمانة والمدعو / عبدالله لطفي*.. أسرع الملك وطلب مني أن أسأله بكم أشتراها ؟؟.
سبقناه وأشرت له توقف وترجل وجاء وسلم على الملك.. سألته عن السعر قال أشتريتها بالأمس بمبلغ / 1550 دينار نقدي !!.
عندما عرف سبب سؤالي ألح أن يهديها الى الملك.. لكن ألأخير رفض بشدة.. حاول كثيراً لكن الملك لم يرضى أبداً!!!.
__________________________________
ــ الملك غازي كان يحب مصطلح / مولانا .
ــ جلالته كان ينادي مرافقه دوما بـ كاكه فؤاد ـ وللعلم أنهما تخرجا من الكلية العسكرية سويا .
ــ عبدالله لطفي / واحد من ألأثرياء من عائلة ـ ألأغاوات ـ يملك الكثير من العقارات في السليمانية وبغداد.. أكثرية أملاكه / عمارات وشقق ومحلات في ـ حافظ القاضي ـ في شارع الرشيد.