رصد الكاتب جدعون راخمان استياء معظم الناس فى واشنطن من المنحنى الذى اتخذته الأحداث فى أوكرانيا، باستثناء فئتين تبدو عليهما السعادة: جماعات الضغط لصالح الصناعات الدفاعية والمتخصصين فى الشئون الأوربية، ممن يرون أن أحداث أوكرانيا ينبغى أن تمثل نهاية الاهتمام الأمريكى بمحور آسيا.

وقال راخمان - فى مقال نشرته صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية - "لا شك أن إصرار إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما على ضرورة تركيز السياسة الخارجية الأمريكية على آسيا، يبدو الآن غريبا بعض الشىء، بينما اتضح فى الوقت نفسه مدى بعد النظر الذى حمله تصريح ميت رومنى إبان حملته الانتخابية التى تنافس فيها مع أوباما بأن "روسيا هى بلا شك عدونا الأول جيوسياسيا".

وأعاد راخمان إلى الأذهان كيف سخر أوباما من تصريح رومنى آنذاك قائلا إن الحرب الباردة انتهت قبل أكثر من 20 عاما، وأشار الكاتب إلى أنه من المقرر أن يظهر المرشح الجمهورى رومنى على شاشات التليفزيون قريبا ورجح راخمان أن ينتهز رومنى الفرصة للقول إنه كان على صواب.

ورصد صاحب المقال جدلا دائرا الآن عما إذا كان يتعين على السياسة الخارجية الأمريكية الراهنة العودة إلى مهمتها التقليدية وكبح جماح روسيا، على حساب التركيز على الصين التى تمثل تهديدا أطول أمدا، ويرى راخمان أن ذلك ربما يكون بمثابة الأثر العملى الذى تمخضت عنه الأزمة الأوكرانية، وأكد أن رسم سياسات جديدة إزاء روسيا لا بد أن يستحوذ على حيز كبير من اهتمامات واشنطن ووقتها المخصص لمحور آسيا.

ويرى راخمان أن القول بخطأ الاهتمام الأمريكى بآسيا هو استنتاج خاطئ؛ فثمة دولة واحدة تنافس الولايات المتحدة على تصدر القائمة الاقتصادية العالمية، هذه الدولة هى الصين وليست روسيا، كما أن وجود الصين على صعيد توازن القوى العالمية أمر واضح بما يبرر القلق الأمريكى.



أكثر...