دعا رئيس الحكومة اللبنانية الجديدة، تمام سلام، حزب الله إلى مراجعة حساباته، كاشفاً عن أن التوجه الآن إلى إجراء انتخابات الرئاسة اللبنانية المقررة فى مايو القادم، غير أنه لم يستبعد تماماً التمديد للرئيس اللبنانى ميشال سليمان.

وقال سلام، فى كلمة له اليوم، السبت، بعد حصول حكومته على ثقة البرلمان، "إن التمديد قائم فى الميزان السياسى، لكن مستلزماته على مستوى تعديل الدستور كبيرة، والتوجه اليوم كله إلى الانتخابات الرئاسية، مؤكداً أن علاقته مع حزب الله كما هى العلاقة مع القوى السياسية المختلفة".

وأضاف "تاريخيا فى لبنان فإن كل الانتخابات الرئاسية الأخرى جرت بتأثيرات وأياد ومداخلات خارجية، إذ إن لبنان يتأثر دائما بمحيطه والأحداث الدولية، باستثناء استحقاق رئاسى واحد عام 1970، منوها بدور البطريرك المارونى بشارة بطرس الراعى، حيث إن أمامه مهمة شاقة وصعبة جدا فى تأمين حد أدنى من الأجواء الهادئة بين المتنافسين لهذا المنصب".

واعتبر سلام أنه خلافا لما يقال، فإن مقام الرئاسة اللبنانية تراجع بعد اتفاق الطائف، وأن الرئاسة لم نشهد دورا وحضورا كما تشهده حاليا مع الرئيس الحالى ميشال سليمان.

وأشار إلى أن اتصال الرئيس الأمريكى باراك أوباما به كان للتهنئة بتشكيل الحكومة، موضحا أن أوباما أعرب عن تأييده لإجراء الاستحقاق الرئاسى بموعده، ودون تدخل خارجى، فضلاً عن اهتمامه بدعم موضوع النازحين السوريين، حيث إن الكل يدرك ثقل هذا الموضوع على اللبنانيين كبير جدا، وشدد على وضع كل قدراته لدعم لبنان. ولفت سلام إلى أن أول جلسة للحكومة اللبنانية ستكون يوم الخميس المقبل فى القصر الجمهورى، مبينا أن الثابت الوحيد هو أن مواعيد الاستحقاق واضحة دستوريا. وأكد أهمية الدعم والهبة السعودية للجيش اللبنانى بقيمة 3 مليارات دولار، منوها بأن الدعم سيعطى الجيش قدرة وإمكانات كبيرة جدا.

وفيما يتعلق بحزب الله، قال سلام، "إن حزب الله مطالب، مثل كل القوى السياسية، بإعادة النظر فى كثير من الإجراءات التى تمت فى الماضى، بشكل يعيد تصويب الوضع بما يخدم اللبنانيين وتطلعاتنا المستقبلية، مشدداً على أن المطلوب هو مراجعة كل الواقع مراجعة جذرية وجدية لدى كل القوى السياسية، وفى مقدمها حزب الله، الذى هو من أقوى القوى السياسية داخلياً، داعياً إلى استراتيجية دفاعية تحتضن كل القوى السياسية".

وأشار إلى هيئة الحوار الوطنى، التى فيها تطرح كل الآراء والأفكار، وفيها يتم إيجاد المخارج لاحتضان هواجس لبنان واللبنانيين، مضيفاً أن ما يجرى فى طرابلس خطير جداً، ويذكرنى بعام 1975 ببداية الحرب الأهلية، حيث كان هناك جدل حول إنزال الجيش إلى الأرض.. نعم فى طرابلس مطلوب اتخاذ إجراءات حازمة وجدية بشكل متوازٍ مع الجميع، لافتا إلى أن عمق الحساسيات التى أصبحت قائمة أفرزت الناس إلى اتجاهين.

وأكد سلام أن دخول الجيش اللبنانى والأجهزة الأمنية فى "عرسال" يشكل إجراء ميدانيا مميزا وناجحا، معربا عن تمنياته فى أن يكون سعد الحريرى رئيس تيار المستقبل فى لبنان دائما، مؤكدا حرصه على دور القيادات السنية فى لبنان، حيث حدثت محاولات للتشكيك فى هذه العلاقة لكنها لم تهتز لحظة.

ولفت إلى أن لدى سعد الحريرى مسئولية كبيرة جدا فى قيادة المجتمع السنى والبلد إلى جانب القوى الأخرى، منوها بأن علاقته بالحريرى وثيقة ومتينة بدأت منذ اللحظات الأولى لتسلمه أمانة قيادة الطائفة السنية واللبنانيين التى ورثها بعد اغتيال والده رفيق الحريرى.



أكثر...