لم يعد التحرش فى مجتمعاتنا الشرقية مجرد ظاهرة يمكن القضاء والسيطرة عليها بسهولة، لأنه مع الوقت تحول إلى مرض مجتمعى سيطر على شريحة كبيرة، وجعل البعض يتعامل معه على أنه أمر واقع لابد من تقبله.

تقول الدكتورة "فدوى عبد المعطى" أستاذ علم الاجتماع: "تمسكنا بالعادات والتقاليد الخاطئة هو ما وصل بنا لهذه النتيجة، فدائما ما تحض هذه العادات على التكتم على مثل هذه المشكلة، ووضعها فى الجزء المسكوت عنه ومحاولة تجنب نقاشها بشكل علنى وصريخ، مما جعل المشكلة تتفاقم دون أن تطرح لها حلول فعلية على أرض الواقع، وأحيانا ما يكون للسياسة دور فى هذا التجاهل لأن فتح باب النقاش فيها من الممكن أن يحيلنا إلى مشاكل اقتصادية واجتماعية عجزت الأنظمة السياسية عن حلها.

واتهمت أستاذ علم الاجتماع الأنظمة السياسية فى مصر بالمشاركة فى التستر على هذه الظاهرة حتى نمت ولم يعد بالإمكان السيطرة عليها، فلم يعد للتحرش اللفظى مكانا فى مجتمعاتنا بعد أن وصل لأكثر صور الوحشية.

واستشهدت بحالة التحرش الجماعى التى حدثت داخل الحرم الجامعي، وفكرة اتخاذها على سبيل المزاح، فأصبح المتحرش لا يخجل ولا يخشى نتيجة هذه الجريمة، بل بدأ يرتكبها بكل تبجح من باب الفهلوة والدعابة.

وتتابع "المجتمع هو السبب فى هذا المرض وإذا صاحبته مضاعفات سيتحول إلى غابة بشرية يصعب على الأنثى العيش بها وسيتدهور الحال إلى الاغتصاب والقتل وجرائم فى حق المرأة لا حصر لها".



أكثر...