قالت صحيفة (نيزافيسيمايا جازيتا) الروسية اليوم الاثنين إن "عودة القرم إلى روسيا وضع نهاية لمرحلة امتدت 25 عاما للعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية تتخللها مراحل "جفاء وصفاء" أما الآن فمن الصعب انتظار تخفيف حدة الأزمة فى هذه العلاقات".

وأضافت الصحيفة على موقعها الإلكترونى أن "الوضع الراهن إن لم يكن حربا باردة، فهو مرحلة اختلافات وتناقضات عميقة وقطيعة طويلة مثل الهزة الأرضية القوية جدا التى دمرت كافة الأمانى التى ولدت عام 1989".

وأشارت إلى أن الذين عاشوا فى العهد السوفيتى يتذكرون "مزحة " كانت متداولة آنذاك تقول إنه "لن تكون هناك حرب، ولكن سيكون هناك صراع عنيف من أجل السلام".

وتابعت أن "اليوم لا يميل السياسيون الغربيون في تقييمهم لتطور أحداث القرم إلى المزاح، وتبدو توقعاتهم قاتمة.. ومع ذلك، تشير تلك التوقعات إلى أن العودة إلى حرب باردة شاملة احتمال غير وارد"، لافتة إلى أن أوروبا تعتمد على الغاز الروسى، وليس بمقدور الولايات المتحدة تعويضه.

واستنادا إلى وسائل إعلام أمريكية، قالت الصحيفة الروسية إنه "من غير الصحيح المساواة بين العلاقات الأمريكية - السوفيتية والعلاقات الحالية بين واشنطن وموسكو، لأن الأولى كانت تمثل صراعا أيديولوجيا بين الرأسمالية والشيوعية، أما حاليا فإن إيديولوجية بوتين هي القومية الروسية بدلا من الفلسفة الماركسية، وإن اهتمامه مركز على الدول المجاورة لروسيا".

ولفتت إلى أنه بالرغم من الأزمة الحالية يظل التعاون بين البلدين متواصلا في العديد من المجالات، مثل الفضاء ومشكلة أفغانستان، وتبادل المعلومات الاستخباراتية بشأن العمليات الإرهابية وغيرها، كما تستمر الاتصالات الدبلوماسية بين الطرفين بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وأضافت "ما دامت أوروبا بحاجة إلى الغاز الروسي، لن تعطي ضغوط واشنطن على الكرملين نتائج ملموسة، خاصة وأن حجم استخراج الغاز في الجزائر وبريطانيا وهولندا والنرويج قد انخفض في السنوات الأخيرة"، لافتة أيضا إلى أن الغاز المنقول عبر الأنابيب أقل سعرا من الغاز المسال، ومتوقعة أن حجم الغاز الروسي المورد إلى أوروبا خلال السنوات القادمة سيزداد سواء شاء الغرب أم أبى.



أكثر...