"أم رانيا".. مصرية طلقها زوجها وترك لها طفلة صغيرة تربيها بمفردها، اضطرت للعمل من أجل كسب العيش وتربية طفلتها لكن الديون تراكمت عليها.

وحصلت المرأة المكافحة على قرض من أحد لبنوك وباع أخوها سيارة أجرة كان يملكها وساعدها ببعض المال لتشترى حافلة صغيرة لنقل الركاب.

استأجرت أم رانيا سائقًا تلو الآخر لقيادة الحافلة لكنها واجهت مشاكل عديدة مع السائقين فقررت اقتحام مجال يقتصر فى مصر على الرجال وتمكنت من خلال عملها من تسديد الديون والإنفاق على تربية ابنتها.

يعتمد ملايين من سكان العاصمة المصرية فى تنقلاتهم على الحافلات الصغيرة أو "الميكروباص" ولذا فالإقبال هائل على تلك المركبات التى لا تتوقف عن العمل ليل نهار فى شوارع المدينة.

ذكرت أم رانيا أن الركاب الرجال لم يتقبلوا وجودها أمام عجلة القيادة فى بادئ الأمر، وقالت :"الأول الناس خلونى أعيط من زعلى.. اللى يقول لك حتموتنا واللى يقول لك دى حتخبطنا واللى يقول لك ما نركبش مع ست".

وأضافت: "بعد كدا بقى لما عرفونى بقوا يركبوا معايا، بأصحى من الفجر باشتغل، كنت باشتغل للساعة واحدة أو اثنين بالليل، الصراحة يعنى الحكومة متعاطفة معايا والمرور، لما جئت بعد كدا أشتغل الناس عرفتنى وبقيت أشتغل عادى".

وواجهت أم رانيا مشاكل أخرى مع زملائها السائقين الذين لم يقبلوا وجود امرأة بينهم.. وقالت "هى شغلانة رجالة عشان هى صعبة.. متعبة جدًا، فطبعًا فيه اللى بيغير ويقول لك يعنى كدا تخلى الستات كلها تشتغل الشغلانة دى.. وفيه اللى يقول لك ما ينفعش الست تخش معايا الموقف وكنت بأتخانق معهم، وما ينفعش أنى أشتغل وما بأردش على حد لأن ما حدش حيدفع لى المصاريف.. ما حدش حيؤكلنى طبعا ولا يسد ديوننا."

تقود أم رانيا الحافلة الصغيرة منذ قرابة عشر سنوات نجحت خلالها فى تربية ابنتها الوحيدة التى تزوجت أيضًا وأنجبت طفلة.



أكثر...