يتوافدون من مختلف المحافظات فى رحلة علاج لأبنائهم قد تستمر لعدة أشهر، ينامون خلالها على الأرصفة خارج المستشفى لعدم وجود غرف تستوعب المريض وأهله، فيرتضون بأن يجد ابنهم المريض سريراً للعلاج داخل المستشفى وينامون هم على أرصفة الانتظار خارج البوابات، لحين انتهاء فترة الفحوصات والتحاليل وإجراء العملية، ثم قضاء فترة النقاهة قد تمتد لشهور وتتجاوز فى بعض الحالات السنوات.

عشرات العائلات تفترش الأرصفة، تناثرت بينهم الأغطية المهترئة وحقائب السفر والمأكولات السريعة.. هكذا هو المشهد أمام مستشفى أطفال مصر بالسيدة زينب، والتى احتل معظمها أطفال المحافظات اللذين وفرت لهم المستشفيات أسرة ولم توفر لأهاليهم أماكن لمرافقتهم، وبقى عليهم احتمال مشقة رحلة العلاج على الرصيف.

"خيرى محمد نصر" مدرس الثانوى العام بمحافظة الغربية، وأحد أهالى الأرصفة يعيش بعيداً عن بيته وطلابه منذ 6 أشهر، فى رحلة علاج طفله الذى ولد بثقبين فى القلب، يروى بداية رحلته الشاقة إلى القاهرة قائلاً: "رحت فى الأول لدكتور خاص قالى إن أجرة إيده بس 60 ألف جنيه والمستشفى 70 ألف، فمكنش قدامى حل تانى غير التأمين الصحى، ودايخ بقالى 6 شهور ولسه ابنى معملتش العملية".

إضافة إلى عذاب القلق فى انتظار شفاء ابنه يعانى "خيرى" من عذاب النوم على الرصيف أمام باب المستشفى يفترش بطانية زهيدة، ويلتحف بأخرى خلال الليل: "مفيش غير أوضة واحدة بيسمحوا للأمهات تبات فيها بليل، وإحنا بنام هنا على الرصيف وطوال النهار الستات بيبقوا معانا بره، المعاملة جوه كويسة لكن المنظر ده غير آدامى بره مفيش حتى كراسى يقعد عليها الأهالى اللى جايين من المحافظات أو أوضة تبعد عننا برد الشتاء وربنا وحده عالم إزاى مر علينا".

الفول والطعمية أصبحت الوجبة الرسمية لسيد عبد الوارث وعائلته المكونة من أخويه وزوجته، يتناولونها أكثر من مرة فى اليوم اقتصاداً فى النفقات منذ نحو 4 أشهر منذ أن جاءوا من بلدتهم بأسيوط لعلاج شريان مسدود فى قلب طفل العائلة، ويتمنى سيد لو تختصر فترة انتظارهم فى الشارع: "كل اللى بنتمناه أن الطفل لما يتحجز تبقى المستشفى مستعدة لإجراء العملية عشان ماتفضلش الأهالى متبهدلة فى الشارع بالأسابيع والشهور، كفايا علينا وجع قلبنا على عيالنا".

"عمر عبد العزيز" كعب داير منذ عامين بين أسيوط والقاهرة فى انتظار انتهاء علاج ابنه مريض القلب، يشكو من سوء المعاملة قائلاً: "ده إحنا لو فى بلد أجنبى كانوا هايعملونا أحسن من كده".

أما عادل حمامة المحامى القادم من دمياط بصحبة زوجته وأخواته منذ 20 يوماً لإجراء عملية قلب مفتوح لابنه ذى الـ13 عاماً فلا يزال فى بداية رحلته مقارنة بمن حوله من الأهالى، ولم يعتد رغم هذه الأيام الطويلة على النظام المتبع: "عرفنا أن ابنى عمل العملية من كام يوم ولسه مش عارفين حتى ندخل نطمن عليه لأن الدخول ممنوع، مش فارق معايا النوم فى الشارع بس عاوز أطمن على ابنى".

أهالى المحافظات يفترشون الأرصفة فى رحلات علاج أبنائهم 1.jpg

أهالى المحافظات يفترشون الأرصفة فى رحلات علاج أبنائهم 2.jpg

أهالى المحافظات يفترشون الأرصفة فى رحلات علاج أبنائهم 3.jpg

أهالى المحافظات يفترشون الأرصفة فى رحلات علاج أبنائهم 4.jpg

أهالى المحافظات يفترشون الأرصفة فى رحلات علاج أبنائهم 5.jpg

أهالى المحافظات يفترشون الأرصفة فى رحلات علاج أبنائهم 6.jpg

أهالى المحافظات يفترشون الأرصفة فى رحلات علاج أبنائهم 7.jpg

أهالى المحافظات يفترشون الأرصفة فى رحلات علاج أبنائهم 8.jpg



أكثر...