رأت صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية أن ضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا أصبح أمرا واقعا ، وأن التهديدات بفرض عقوبات من قبل الولايات المتحدة وأوروبا قبيل استفتاء القرم أو العقوبات الفعلية بعد ضم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين للقرم لم تبد أى بادرة على أنها ستردع روسيا عن ضم القرم .... وأن العقوبات التى أعلن عنها الرئيس الأمريكى باراك أوباما لا معنى لها.
وأشارت الصحيفة ـ على صحفتها الإلكترونية اليوم الثلاثاء - إلى حديث أوباما الخميس الماضى بقوله "هاهى الولايات المتحدة تتحرك اليوم ، كما قالت، لفرض عقوبات إضافية على روسيا".
وذكرت "هافنجتون بوست" أن العقوبات الأمريكية استهدفت دائرة موظفى بوتين ، واثنين من الأفراد الذين استفادوا من عقود الحكومة الروسية وكذلك بنك (روسيا) ، أحد البنوك الروسية الصغيرة التى يقال أن بوتين عميل بها ، وأن بضمهم إلى 11 شخصا من العقوبات السابقة فإن ذلك يمثل مجموع الرد الأمريكى حتى الآن.
من ناحية أخرى، كان رد بوتين على تلك العقوبات من خلال رفضه السماح بالسفر إلى روسيا لكل من رئيس مجلس النواب جون بوينر ، وزعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ هارى ريد، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ روبرت منديز ، والسناتور جون ماكين ، فضلا عن نواب اخرين و مسئولين فى الإدارة. ومن جانبه ، علق جون ماكين مازحا أنه الآن اضطر إلى إلغاء عطلة الربيع إلى سيبيريا، وأنه واثق من أن الروس يمزحون، وأنه سوف يضطر إلى إلغاء عطلاتهم إلى ديزنى لاند .
وتابعت أن الغرض الحقيقى من العقوبات هو منع المزيد من الضم فى أوكرانيا، أو إرسال رسالة مفادها أن سيادة الدول على حدود روسيا يجب أن تحترم.
وعلقت "هافنجتون بوست" بالقول أنه ربما كان السبب في ضعف العقوبات ، أن روسيا ليست إيران، وأن أى عقوبات قوية لها عواقب وخيمة بالنسبة للبلدان الأوروبية أو أمريكا ، وتساءلت عن كم التكلفة التى تستعد أوروبا وأمريكا لدفعها لإرسال رسالة قوية إلى روسيا.
وأشارت إلى أنه ليس هناك شك في أن العقوبات الانتقامية الإضافية سوف تجلب الانتقام من روسيا، وأن الشركات الكبرى الأمريكية مثل اكسون موبيل و جنرال إلكتريك ، و شركة بوينج هي الأهداف المحتملة لأى عقوبات انتقامية روسية، وعلى الأقل يمكن للمرء أن يتوقع أن تصدير روسيا للوقود الأحفوري إلى أوروبا سيكون جزءا من الإجراءات الانتقامية لروسيا، ولن يقبل المستهلك الأوروبي ارتفاع أسعار الذي لا مفر منه نتيجة الحاجة إلى إرسال رسالة إلى روسيا.
ورأت الصحيفة أنه لن يتم وقف ضم شبه جزيرة القرم بسبب حظر السفر أو عقوبات اقتصادية على الساسة الروس الأقوياء، ولكن يجب إبداء رسالة قوية لروسيا مفادها أن سيادة الدول على حدود روسيا يجب أن تحترم بعد ذلك.



أكثر...