حذر مدير عمليات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة جون كينج أمس من انهيار دولة جنوب السودان في حالة استمرار الصراع الدائر حاليا وتفاقم الأزمة الإنسانية.

وقال المسئول الأممي إن أحدث دولة في العالم تنهار الآن تحت تأثير العنف على ونتيجة للقتال الدائر منذ منتصف ديسمبر من العام الماضي بين القوات الحكومية بقيادة الرئيس سلفاكير ومتمردين موالين لنائبه السابق رياك مشار.

وأضاف جون كينج في مؤتمر صحفي عقده أمس بمقر ألمم المتحدة أن أكثر من 250 ألف شخص فروا إلي البلدان المجاورة لجنوب السودان مثل السودان وأوغندا وإثيوبيا وكينيا،فيما تشرد أكثر من 700 ألف آخرون داخليا.

وحذ المسئول ألأممي –الذي عاد لتوه من زيارة استغرقت خمسة أيام لكل من جنوب السودان والسودان - حذر من تداعيات استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في إقليم دارفور غرب السودان،وفي ولايتي كردوفان والنيل الأزرق،وقال إن هناك احتياجات إنسانية هائلة ومتنامية، يواجهها المجتمع الدولي في البلدين بالتجاهل والنسيان.

وأضاف "يواجه الشعب السوداني أزمة إنسانية حادة ،بعد تشريد أكثر من 200 ألف نسمة في إقليم دارفور العام الماضي فقط،وهي أكبر نسبة من المدنيين يتم تشريدهم في عام واحد ،منذ اندلاع الأزمة في الإقليم منذ عام 2004،وبالإضافة إلي ذلك هناك مليوني شخص آخرين اضطروا إلي النزوح و نحو 6.1 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الإنسانية في جميع أنحاء السودان، أي بزيادة بنسبة 40 ٪ مقارنة بعدد النازحين في السودان منذ يناير من عام 2013".

وناشد جون كينج المجتمع الدولي المساهمة في تمويل النداء الإنساني الأممي الخاص بالسودان،وقال في مؤتمره الصحفي "إن هناك ملايين من الأشخاص محرومون من أبسط خدمات الرعاية الصحية والتعليم والمياه والصرف الصحي في السودان،ومع ذلك لم يتم تغطية النداء الإنساني سوي بنسبة 3% فقط من إجمالية البالغ 995 مليون دولار للعام الحالي".

وحول العراقيل التي يضعها أطراف الصراع أمام وصول المساعدات الإنسانية الي المحتاجين في في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، قال المسئول ألأممي إنه بالرغم من صدور قرار من مجلس الأمن بشأن تسليم المساعدات الإنسانية منذ عامين تقريبا، لا يزال المتمردون في جنوب كردفان والنيل الأزرق،يحولون دون وصول المساعدات الإنسانية لأكثر من 800 ألف شخص تقريبا في الولايتين.



أكثر...