أكد رئيس نادى الأسير الفلسطينى قدورة فارس أن فى حال فشل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية فإنه سيكون على القيادة الفلسطينية الانخراط فى الحث على حركة المقاومة الشعبية.

وقال فارس "إذا أعلن عن فشل المفاوضات فالقيادة الفلسطينية أمام خيارين: إما أن تبدأ حركة مقاومة تلقائية من الناس وتضطر القيادة أن تتبعها وإما أن تكون القيادة هى رأس الحربة وهى من تعلن ذلك ولا تعزل نفسها عن المزاج العام للشعب الفلسطينى".

وأعرب فارس عن اعتقاده أن القيادة الفلسطينية لو بادرت هى وقادت حركة مقاومة سلمية حقيقية فى كل أنحاء الوطن، فإن ذلك سيعجل من حل الأزمة وأكد أنه فى حالة عدم التزام إسرائيل بإطلاق سراح الدفعة الرابعة والأخيرة من أسرى ما قبل أوسلو فإنه سيكون على القيادة الفلسطينية التوجه إلى المؤسسات الدولية، بما يمكن من فتح جبهة مع الاحتلال دوليا أو الإعلان عن وقف المفاوضات.

وأضاف أن قضية الأسرى تم ربطها بموضوع التوجه للمنظمات الدولية والانضمام بمجموعة من المعاهدات وتم عزلها عن سياق كونها قضية تفاوضية فى البداية، مؤكدا "أعتقد أن منظمة التحرير الفلسطينية تكون فى حل من الالتزام الذى قطعته على نفسها بعدم التوجه الى المؤسسات الدولية".

وأشار إلى أن الجانب الفلسطينى على استعداد للانضمام الى 64 منظمة واتفاقية دولية، مثلما علم من د/ صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين، "وهو الأمر الذى سيمكنا مباشرة من فتح جبهة مع الاحتلال على الصعيد الدولى والقضائى والاعلامى والسعى إلى مقاطعة دولة الاحتلال".

وسلط فارس الضوء على احتمال آخر وهو وقف المفاوضات، متسائلا "لماذا نتفاوض؟... قبلنا بالمفاوضات وآنذاك قالوا لنا بدلا من أن تضعوا قضية الاستيطان شرطا يعوق العودة الى المفاوضات، اجعلوا منه موضوعا تفاوضيا وخلال الحوار قد تأخذ اسرائيل موقفا يقضى بوقف الاستيطان وبذلك نكون حققنا انجازا للمفاوضات ولكن ثمانية أشهر مضت من المفاوضات وتتصاعد وتيرة الاستيطان".

وأوضح فارس أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تتميز بأنها الأكثر تطرفا وعنصرية فى تاريخ إسرائيل، مشيرا الى أن القرار المبدئى الذى اتخذته هذه الحكومة آنذاك كان إطلاق سراح ال104 أسرى ولكون هناك 14 أسيرا من فلسطين المحتلة عام 48 ووجود قوة داخل الائتلاف الحكومى صوتت ضد إطلاق سراحهم، فقد اتخذ نتنياهو قرارا بتشكيل لجنة وزارية خماسية وافقت على الإفراج عن الدفعات الثلاثة الاولى فى مقابل أن الدفعة الرابعة والتى سيكون من ضمنها أسرى 48، فنتنياهو ملزم أن يعيد الأمر الى الحكومة.

وتابع قائلا "الآن تنتهى المرحلة التفاوضية وإسرائيل تعتقد أنه لو توكأ نتنياهو على الأطراف الأكثر يمينية وتطرفا ليبدو أمام العالم أنه يواجه مشكلة داخلية وأن ائتلافه الحكومى مهدد بالانهيار لذا يعتقد انه سيجد تفهم من العالم لمساعدته إيجاد مخرج أو حل وسط، كاستبدال أسرى 48 الأمر المرفوض فلسطينيا جملة وتفصيلا أو أن يقوم بإطلاق الدفعة الرابعة ثمنا لتمديد المفاوضات".

وأضاف أن القيادة الفلسطينية لديها مطالب أخرى، أولا على إسرائيل أن تجمد عمليات بناء المستوطنات وثانيا: إطلاق سراح دفعة جديدة من الأسرى المرضى والأسرى النواب والإداريين والنساء والأطفال لكنه أعرب عن اعتقاده بإتمام الصفقة فى نهاية المطاف ولكن ليس فى موعدها المحدد، قائلا "الصفقة لن تتم فى موعدها، عادة إسرائيل ترغب فى إذلال الفلسطينيين واللعب بأعصابهم والضغط نفسيا عليهم وعندما توافق، توافق على مضض".

وفيما يتعلق بموضوع الأسرى المرضى، أشار رئيس نادى الأسير قدورة فارس إلى الجهد المبذول من قبل المحامين التابعين للنادى والذين يمارسون دائما الضغط على إسرائيل ويقومون بشىء ما يشبه الرقابة على مصلحة السجون وحثها على تقديم العلاج، بالإضافة إلى التقارير التى يصدرها نادى الأسير فى محاولة لفضح إسرائيل واللقاءات مع الجهات الدولية التى تزور فلسطين.

وقال "صحيح أن كل هذا الجهد لم يترتب عليه إطلاق سراح المرضى وإنما أعتقد انه أعاق جزء كبير من الإجراءات الإسرائيلية بحق المرضى، فإسرائيل لو رأت نفسها مطلقة اليد بلا رقيب أو حسيب، ربما كانت فعلت أكثر مما فعلته الآن بالأسرى المرضى".

وأضاف "نحن تابعنا قضية المرضى لتتحول الى موضوع سياسى، فمشكلة الأسرى المرضى وتحديدا أصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة، هؤلاء يجب أن يكون لهم حلا جذريا والحل الجذرى هو إطلاق سراحهم لنتولى نحن مسؤولية علاجهم وليست اسرائيل".

وأشار فارس إلى أن قضية الأسرى المرضى وخاصة ذوى الأمراض الخطيرة مطروحة الآن، بالاسم، على طاولة المفاوضات، "وهو مايحدث لأول مرة ويعتبر هذا ثمرة جهود وإلحاح وحث فى ترتيب أولويات الشعب الفلسطينى"، أما فيما يخص "الاعتقال الادارى"، صرح فارس بأن هذه القضية وكذلك قضية المضربين عن الطعام مطروحة أيضا على طاولة المفاوضات.

وقال "كل من هم مضربون عن الطعام باستثناء الاسير جهاد حطاب مضربون بسبب اعتقالهم الادارى والاعتقال الادارى طريقة لا يعتد بها دوليا، طريقة لا يحترمها أحد ولا يمارسها أحد سوى إسرائيل وعلى الفلسطينيين فقط، لذلك طالب الرئيس أبو مازن بإطلاق سراحهم جميعا بما فيهم المضربين عن الطعام".

وعن تحرك نادى الأسير الفلسطينى لتدويل قضية الأسرى، قال قدورة فارس "كل لقاءاتنا التى تتم فى فلسطين وفى خارج فلسطين تتناول هذا الموضوع، وسيكون لنا خلال الشهر المقبل لقاء قانونى فى جنيف وسنشارك فيه بعرض سلسلة الانتهاكات والجرائم التى ترتكبها إسرائيل بحق الأسرى وتحديدا موضوع الاعتقال الادارى واعتقال الأطفال والنساء".

وشدد على أن هذه اللقاءات تهدف الى فضح ممارسات إسرائيل والى دفع قضية الأسرى كما دفعت محليا واحتلت مركز الصدارة، لكى تدفع أيضا لتحتل مركز الصدارة على المستوى الدولى.

وعن زيارة بعثة البرلمان الأوروبى لتقصى الحقائق الخاصة بالأسرى فى سجون الاحتلال، ذكر فارس عندما قدم وزير الاسرى عيسى قراقع فى البرلمان الأوروبى فى بروكسل، من عرض لجرائم الاحتلال، فوجئ بوجود مندوب اسرائيلى يدعى أمام البرلمان الأوروبى أن السجون الإسرائيلية مستواها كفنادق 5 نجوم.



أكثر...