للمرة الثانية خلال شهر تقريباً، تحذر دراسة طبية جديدة نشرت مؤخراً بصحيفة "ديلى ميل" البريطانية من المخاطر الصحية التى قد تنجم عن تناول عقار الباراسيتامول أو الأسيتامينوفين، والذى يعد الدواء الآمن الأكثر شيوعاً خلال فترة الحمل، ويُستخدم لعلاج الصداع والآلام وارتفاع الحرارة، ويحمل الأسماء التجارية "أسيتامينوفين"، و"بنادول"، و"أبيمول"، و"أدول"، وأشرف على هذه التجارب فريق بحثى من المعهد النرويجى للصحة العامة بالاشتراك مع جامعة أوسلو ومجموعة من الباحثين الكنديين.

وأشار الباحثون أن تناول عقار الباراسيتامول خلال فترة الحمل قد يصيب الأطفال ببعض الأضرار والمشاكل غير المرغوبة، أبرزها إصابتهم باضطرابات وخلل فى مهارات الاتصال مع الآخرين، ومشاكل سلوكية عديدة، لافتين أن هذه الآثار الجانية تظهر غالباً لدى السيدات اللاتى يتناولن عقار الباراسيتامول لفترة أطول من 28 يوما خلال الحمل.

وفى الوقت نفسه، كشفت النتائج أن تناول عقار الإيبوبروفين لا يسبب مشاكل صحية بالنسبة للأطفال على المدى البعيد، وهو ما يخالف أيضاً المعتقدات الطبية الثابتة حالياً، وتؤكد مخاطره على الأجنة، ونشرت هذه النتائج فى المجلة العلمية "International Journal of Epidemiology"، وكما نشرت على الموقع الإلكترونى لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية فى الخامس والعشرين من شهر مارس الجارى.

وكانت إحدى الدراسة الحديثة التى نشرت على الموقع الإلكترونى لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية فى الرابع والعشرين من شهر فبراير الماضى، وأشرف عليها باحثون من جامعة كاليفورنيا – لوس أنجلوس الأمريكية قد كشفت عن مخاطر صحية لعقار الباراسيتامول، والذى يُعد أكثر الأدوية أماناً خلال الحمل، وأشارت أنه قد يرفع خطر إصابة الأطفال باضطراب فرط الحركة وقصور الانتباه "ADHD" بنسبة 37%، وترتفع تلك المخاطر بشكل خاص عند تناوله بجرعات عالية خلال فترات طويلة تصل إلى 6 شهور.

وأكد الباحثون أن هذه النتائج يجب أن تؤخذ فى الحسبان، وخاصة أن العقار شائع الاستخدام جداً بين الحوامل، ولكن لا يجب أن يؤثر ذلك على الممارسة العملية للأطباء ويمكن وصفه للحوامل بشكل طبيعى، إلا فى حالة ثبوت هذه النتائج بعد إجراء المزيد من الدراسات التأكيدية.

وتوصى هيئة الخدمات الصحية البريطانية "NHS" السيدات الحوامل باستخدام عقار الباراسيتامول لعلاج الآلام على المدى القصير، مع تناول أقل جرعة فعالة منه، وفى أقل فترة زمنية ممكنة.



أكثر...