وسط عشرات اللوحات التى خطها بيديه وطبع عليها ألوانا أصبحت باهتة بسبب الأتربة التى تراكمت فوقها، جلس واضعاً أحلامه على رفوف الانتظار، مطلقاً العنان ليديه فى الرسم على الـ"تيشرتات" لأجل "لقمة العيش".. "محمد حسين" ترك غرفته وخرج بطاولة صغيرة إلى الشوارع ليحجز لنفسه مكاناً كفنان يضع رسوماته للبيع فوق الـ"تى شيرتات".

32 عاماً هى عمر "محمد " قضى أكثرها مع فنه فى طرق أبواب الأضواء الموصدة بالضبة والمفتاح قبل أن يقرر أن يبدأ رحلة لطرق أبواب لقمة العيش الموصدة هى الأخرى فى مصر، وحتى حينما سافر إلى الخارج ليعود ويبدأ بنفسه صناعة باب جديد يجمع بين فنه وبحثه عن لقمة العيش.

"بقالى سنة ونص بشتغل وبنزل أعرض رسوماتى بنفسى فى الشارع.. وأهى بدأت تمشى".. يقول محمد بابتسامة صغيرة قبل أن يتابع: "القصة بدأت من حبى للرسم وأنى مش لاقى شغل فقولت هحارب البطالة، بدأت أجيب التى شيرتات السادة وأرسمها بأيدى، وفى الأول عجبت أصحابى وبدأوا يشتروا، فقررت أكمل فى الموضوع وأكبره أكتر".

يفرد إحدى رسوماته ويستكمل الشرح: "برسم بألوان خاصة بالقماش وبعدين بكوى الرسم عشان يثبت وما يتأثرش بالمية، ولحد دلوقتى محدش أشتكى والحمد لله كل يوم ناس أكتر بتعجبها الفكرة وبتعرف أصحابها أن فى حد بيعمل هدوم مرسومة بالأيد.. واللى بيشد الشباب أكتر أنى ماكررش الرسم أكتر من مرتين تلاتة يعنى كل واحدة بيكون معاه تى شيرت تقريباً هو بس اللى عنده منه".

"أوقات كمان الشباب هما اللى بيجيبولى التى شيرت وبيقولولى فكرة الرسم وأنا برسمها ليهم، وده ليه جمهور مختلف من الشباب اللى عندهم أفكار عايزين يطلعوها فى هدمهم أو الحبيبة اللى عايزين يجيبوا لحبايبهم هدية خاصة باسمهم أو كلمة أو رسم خاصة بينهم"، بنظرة سعادة يواصل حديثه عن مشروعه الصغير الذى يتنقل بين الأحداث الشبابية والنواصى ويقول: "التى شيرت لما بشتريه بيكون بحوالى 30 أو 35 جنيه، وأنا باخد فى الرسم ما بين 15 أو 20 جنيه، يعنى ببيع الواحد بـ55 جنيه فى أقصى تقدير".

"محمد" لقى رسم "الجاليريهات" ما بيأكلش عيش.. فرسم على التيشيرتات 1.jpg

"محمد" لقى رسم "الجاليريهات" ما بيأكلش عيش.. فرسم على التيشيرتات 2.jpg

"محمد" لقى رسم "الجاليريهات" ما بيأكلش عيش.. فرسم على التيشيرتات 3.jpg



أكثر...