زراعة الأعشاب تسترد كربون تربة المحاصيل المفقود
2/2009 م

زراعة الأعشاب تسترد كربون تربة المحاصيل المفقود 1_845051_1_34.jpg
تحويل الغابات أو المراعي لإنتاج محاصيل الوقود الحيوي قد يزيد أو يخفض انبعاثات غازات الانحباس الحراري (الفرنسية-أرشيف)


مازن النجار

توصلت دراسة أميركية جديدة إلى أن تحويل الغابات أو المراعي لإنتاج محاصيل الوقود الحيوي قد يزيد أو يخفض من انبعاثات غازات الانحباس الحراري وفقا لنوع ومكان المحاصيل المستخدمة بيد أن الفروق كبيرة جدا، بحسب "أخبار العلم والتكنولوجيا" الإسبانية.

أجرى الدراسة علماء باحثون في علم النبات بجامعة إلينوي بقيادة ماي بيرينبوم وإيفان ديلوشيا وزملائهما،
ونشرت حصيلتها مؤخرا بدورية "وقائع أكاديمية العلوم الوطنية".

المعلوم أن النباتات تستخدم الطاقة الشمسية لتحويل غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي إلى كربون عضوي لاستخدامه في النمو (التمثيل الضوئي).
وعندما تموت النباتات وتتحلل، يبقى الكربون في التربة.

فالكربون العضوي عنصر هام لصحة التربة ويؤثر على مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجو.
وعند تعرّض التربة للإجهاد، لدى حراثتها أو إزالة نباتها مثلا، يعود بعض هذا الكربون إلى الجو بصورة ثاني أكسيد الكربون.

ومنذ اختراع جون دير المحراث الحديدي أدى تطبيق زراعة النباتات في شكل صفوف، بوسط الولايات المتحدة، إلى خفض كربون التربة بنسبة 50%.

مخزن للكربون

لذلك، لا بد لأي نقاش حول العواقب المترتبة على استخدام النبات لإنتاج الوقود السائل من النظر في النطاق الذي سيؤثر فيه كل خيار زراعي على محتوى الكربون في تربة المحاصيل.
فهذه التربة بباطن الأرض هي أكبر وعاء للكربون في العالم.

يبلغ عمق هذه التربة الخازنة للكربون حوالي متر طولي، وهي تحتوي على كميات من الكربون تعادل ثلاثة أمثال ما يختزنه نبات الأرض والغلاف الجوي معا.

لذلك فأي تغير بسيط في كمية الكربون المختزن في التربة يمكن أن يكون له تأثير فادح على مستويات ثاني أكسيد الكربون بالغلاف الجوي المسبب للانحباس الحراري، وبالتالي على ظاهرة الاحترار العالمي.

في الولايات المتحدة تصل نسبة محاصيل الذرة المخصصة في نهاية المطاف لإنتاج وقود الإيثانول (الحيوي) إلى حوالي 20% من إجمالي تلك المحاصيل.

وقام مؤلفو هذه الدراسة الجديدة بإجراء تحليل للتقديرات العلمية المنشورة حول تغيرات محتوى الكربون العضوي في التربة بمختلف المناطق التي لم تعد أرضا زراعية أو المناطق الطبيعية التي سيتم تحويلها إلى أراض زراعية تقليدية لإنتاج محاصيل الوقود الحيوي.

إنتاج الإيثانول

وركز التحليل على نباتات الذرة وقصب السكر ومِسْكانثُس وبانيكم فِرْغاتُم، وغيرها من النباتات المتوطنة تقليديا في البراري.
كما تناول التقييم الآثار المترتبة على جمع واستخدام حطام النباتات التي تترك عادة في الحقول بعد حصاد الذرة،
كمصدر للوقود الحيوي السليلوزي.

وأظهر هذا التحليل أن تحويل الأراضي الأصلية (البكر) من المراعي والغابات إلى إنتاج قصب السكر وأمثاله يحدث انخفاضا هائلا في محتوى التربة من الكربون العضوي،
مما يخلف عجزا في ذلك المحتوى يستغرق استدراكه وتعويضه وقتا طويلاً من الزمان.

ورغم أن الأعشاب المعمرة تضيف كربونا عضويا إلى التربة كل سنة، فإن استعادة مستويات المحتوى الكربوني الأصلية للأرض البكر قبل زراعتها بقصب السكر قد يتطلب قرنا من الزمان.

كذلك، يؤدي جمع حطام أو نفايات نبات الذرة المتروك عادة في الحقول من أجل إنتاج وقود الإيثانول من السليلوز إلى الحد أيضا من محتوى الكربون العضوي بالتربة.
وكلما ازدادت كمية النفايات الخضراء التي يتم جمعها، يتفاقم تناقص محتوى الكربون في التربة المزروعة.

وخلص الباحثون إلى أن زراعة الأعشاب المعمّرة في الأراضي المزروعة بالمحاصيل لها تأثيرات مفيدة ومباشرة على محتوى التربة من الكربون.زراعة الأعشاب تسترد كربون تربة المحاصيل المفقود top-page.gif


المصدر:الجزيرة