يتعرض الإنسان إلى الكثير من الضغوط والمشكلات النفسية التى قد تسبب مشكلة فى التواصل مع الآخرين، وفى تلك الحالة يحتاج الإنسان إلى ما يعرف "بالمعالج النفسى"، ويقول الدكتور أحمد هارون مستشار العلاج النفسى وعلاج الإدمان، إن الأخصائى النفسى أوالمعالج النفسى هو الشخص القادر على احتواء الأزمات النفسية التى يعانى منها المريض، ومحاولة إخراجه من مشاكله.

وأضاف "هارون" إن كثير من السينما للأسف تصور المعالج النفسى كشخص هزلى المضطربة التى تجسد فى الأعمال السينمائية الساذجة، مضيفا أنه عندما يذهب أحد المرضى لمقابلة المعالج النفسى (المحترف) تتغير وجهة نظره تماما، بعد أن شاهد واقع هذه المهنة.

وتابع هارون والمقصود بالمعالج الذى يتخصص فى دراسة علم النفسى الإكلينيكى أى العيادى، فبعد دراسته الجامعية فى قسم علم النفس يحصل على الدبلوم العلاجى ثم الماجستير ثم الدكتوراه، لتكون كل هذه الدراسات فى العلاج النفسى بمختلف مدارسه العلاجية، وهذا يوضح الفرق بين المعالج النفسى والطبيب النفسى، فالطبيب يكن دارساً للطبيعة البيولوجية والفسيولوجية للمرضى، هذا ما يجعله يستطيع إفادتهم من خلال العلاج بالعقاقير.

وأوضح "هارون"، أن الأطباء النفسيين غالبيتهم لا يكونوا دارسين بشكل كافٍ للعلاج النفسى، وتكن ممارستهم له شىء من الاجتهاد أوالتمرس، ورغم أن هذا لا يقلل من مكانة الدور العلاجى للطبيب من خلال العقاقير، إلا أنه يولد الكثير من الخبرات السلبية عن العلاج النفسى لدى الباحثين عنه، لأن هناك مشاكل نفسية وأحيانا كارثية، لا يمكن السيطرة عليها أو الحد من تطورها عن طريق العلاج الدوائى فقط مع بعض الاجتهاد فى العلاج النفسى.

واستكمل هارون، أن العلاج النفسى ليس تطبيقا لبرامج علاجية أعدت من قبل فقط، مع بعض الاجتهاد أوالتمرس، فكل حالة لها طبيعة مختلفة وظروف علاجية خاصة بها، مما يتطلب تصميم برنامج علاجى خاص بها ومناسب لظروفها وطبيعتها، إضافة إلى أنه ليس مجرد الدراسة النظرية لأسس وفنيات العلاج تكفى، بل يجب تدريب المعالج بشكل علمى على كيف يحتوى الآخرين ويستوعب مشاكلهم، ومع ذلك يستطيع تحقيق الثبات الانفعالى بقدر محدد، إلى جانب بعض الصفات الشخصية التى يجب أن تتوافر فيه لينجح كمعالج نفسى.



أكثر...