قضت محكمة باكستانية أمس الخميس بإعدام مسيحى بعد إدانته بإهانة النبى محمد، وهى تهمة نسبت إليه قبل عام وأسفرت يومها عن هجوم واسع النطاق شنه مسلمون غاضبون على حى مسيحى فى لاهور، ثانى كبرى مدن البلاد.

وفي مارس 2013 وقع شجار بين صديقين احدهم مسيحى والآخر مسلم، والأول يدعى ساوان مسيح ويقطن حى جوزف كولوني ذي الأكثرية المسيحية، وقد اتهمه صديقه المسلم بأنه أهان النبى خلال نقاش جرى بينهما وما هى الإ ساعات حتى شن حوالى ثلاثة آلاف مسلم غاضب هجوما على الحى المسيحي احرقوا خلاله حوالى مئة منزل.

ويومها احتلت صور هذا الهجوم نشرات الأخبار فى العالم اجمع وسلطت الأضواء على العلاقات المتوترة بين الطوائف والمذاهب في باكستان، التي يبلغ عدد سكانها 180 مليون نسمة حوالى 2% منهم من المسيحيين.

والخميس قضت المحكمة العليا في لاعور باعتبار ساوان مسيح مذنبا بتهمة الإساءة إلى النبى محمد وحكمت عليه بالإعدام، كما أفاد وكالة فرانس برس وكيل الدفاع عنه نسيم شاكر.

وقال المحامي "سوف نطعن بالحكم"، مؤكدا ان النطق بالحكم جرى في السجن حيث يقبع موكله ويؤكد المدان انه لم يكن في نيته أبدا الإساءة إلى الإسلام أو إلى نبيه، وأن ما اتهم به إنما هو محاولة من صديقة للإيقاع به بسبب خلاف بينهما على ملكية عقارية.

وتثير قساوة القوانين الباكستانية حيال الاساءة الى الاسلام اهتمام المجتمع الدولي، فيما يرى مدافعون حقوقيون ان هذه القوانين يتم استخدامها واستغلالها باستمرار من قبل بعض المسلمين لاتهام مسيحيين او مسلمين اخرين بسبب نزاع شخصي معهم.

ويمثل المسيحيون حوالى 2 بالمئة من سكان باكستان. وهم في غالبيتهم من الطبقات الفقيرة التي تعاني من التمييز الاجتماعي ويعملون في غالب الاحيان في مهن هامشية. الا ان اعمال العنف ضد المسيحيين نادرة في البلاد. وسيناريو آذار/مارس 2013 يذكر بما حصل في اغسطس 2009 عندما قتل سبعة مسيحيين في غوجرا على بعد 160 كلم غرب لاهور بيد مجموعة من المسلمين الغاضبين الذين اتهموهم بتدنيس المصحف.



أكثر...