(المستقلة)/ علي العقابي/.. في الجمعة الماضية انطلق الرصيف المعرفي في ميسان في متنزه النافورة الراقصة اما باب سوق العمارة الرئيسي ,وهو مكان جميل جدا فقررت ان اذهب له هذا الجمعة  . اذهلني ما رايت من فعاليات فنية وادبية ومعرفية. وحضور مميز من النخبة المثقفة الميسانية. تقليد يشبه شارع المتنبي في بغداد وطقوس يوم الجمعة فيه.  وارى انها فكرة رائدة تنطلق من ميسان عاصمة الثقافة العراقية لعام 2015 ولم ينفذه احد من قبل. حينما دخلت المتنزة كنت امام معرض  من الصور الفوتوغرافية اقيم استذكارا لفقيد جامعة ميسان الدكتور والاقتصادي الاستاذ فاضل جمعة العقابي عميد كلية الادارة والاقتصاد سابقا الذي توفى قبل ثلاثة ايام بنوبة قلبية . وتوزعت صور مختلفة له رتبت بشكل جميل مع لافتة نعي يشرف عليها شباب متطوعين يدفعهم حب استاذهم الفقيد. بعد ان قرأنا  سورة الفاتحة على روحه وجدت نفسي امام معرضين للكتب وضعت على الرصيف. عنواين جديدة ،ومتنوعة  .. بعدها كانت محطتي الثالثة مع الجدار الحر وهي فكرة رائعة حيث علقت اوراق على الجدار وامامها اقلام لتكتب ما يدور في ذهنك ولك الحرية بان تكتب اسمك وعنوان وتوقيعك او  لا تكتبه .وكان اقبال الشباب عليه جميلا  حيث كتبوا ما يحلو لهم  و ما جال في خاطرهم. وهناك على الجهة اليسرى انتشرت لوحات تشكيلية  غاية في الروعة لفنانتين ميسانيتين هما رجاء طه ياسين وتبارك  حيث تناولتا قضايا المرأة والعنف ضدها . وهناك ليس بعيدا عنهما كان معرض الشاب حيدر طه ياسين الذي يمارس هوايته بالتخطيط  بواسطة الاقلام الملونة واقلام الرصاص وشكلت لوحاته منظرا جميلا جذب الكثير اليه واثنوا على مقدرته الفنية. كما كانت هناك مجموعة مهتمة بالغناء والعزف فكان لهم حصتهم من الجمهور. محطتنا  المثيرة والتى جلبت انظار الجميع كانت عند مسرح الرصي ف. حيث قدم مجموعة من الشباب يقودهم الفنان عبد القدوس مسرحية بعنوان( اخذها. فرها وحكها) عالجت فكرة التخلف والذهاب الى فتاح الفال وشراء الاحجار لمعرفة طوالعهم واعمالهم ومستقبلهم. صفق الجمهور للممثلين الشباب بحرارة, لم اتوقع ما شاهدته من حضور وفعاليات ، وهي بادرة لو استمرت ستكون مهمة جدا في تاريخ المدينة الفني والثقافي والادبي . وارى انها ستنجح لانها, مفتوحة للجميع وهي ملك لاهل ميسان بغض النظر عن انتمائهم ومذاهبهم ومرجعياتهم ومن يجد في نفسه الكفاءة او رغبة بتحقيق فكرة  فالرصيف المعرفي ملك له وان كانت فكرته فيها غرابه او شيء غير مألوف.  ما شاهدته دفعني للبحث عن اصحاب الفكرة ومن نفذها ومن ساعد فيها.  هناك من اشار لي الى شاب واثق من نفسه  اسمه حيدر النوري ، ورد على سؤالي ان كان هو صاحب الفكرة بالقول  .لا احب قول ذلك , نحن مجموعة من الشباب. لا ننتمى لاحد ولا يمولنا احد جلسنا فكانت الفكرة. واستدرك قائلا ولكن انا المسؤول عن الفكرة امام ما يلزم من امور ادارية امام مؤسسات الدولة ولكنها فكرة جمعيه لا نسمح ابدا بتجييرها لاحد فهي لكل اهل ميسان بمختلف مذاهبهم ودياناتهم وانتمائهم  العرقي والقومي والعقائدي والسياسي. واضاف اننا مستقلون تماما وسنكون بخدمة الجميع وهذا الرصيف ، سيكون للآخرين بعد ان ينضج ،و نصبح نحن من رواده لا اكثر فنحن نريد الارتقاء بالذائقة الادبية والفنية والانسانية لاهلنا وناسنا في ميسان الابداع وميسان الثقافة حتى نعيد مكانتها كما يجب . شخصيا فرحت كثيرا بهذا الانجاز واتمنى  ان يستمر ،حيث يمكن ان يكون انعطافة كبيرة في كل المجالات الثقافية والفنية والادبية في ميسان.

أكثر...