صحافة : نموذج لبناني لـ( المحاصصة) العراقية وزيباري يفنّد (التبعية) لإيران presszebari.jpgبغداد/المسلّة: لا يزال الجدال السياسي والمجتمعي حول حرب العراق يأخذ حيزاً كبيراً في الصحافة العربية والعالمية، والمناسبة هي مرور عشر سنوات على بدء الغارات على بغداد في ليل 2003/3/19.



وكتب رغيد الصلح في صحيفة (الخليج) الاماراتية،ان ثمة "اكتشافات متأخرة في حرب العراق، منها حرب (التضليل) قبل الحرب على العراق" .



وبحسب الصلح "اخذ ساسة امريكا وبريطانيا قرار الحرب معتقدين أن النظام العراقي السابق كان يملك فعلاً، أسلحة الدمار الشامل. ولكن هذه التقارير والكتب والدراسات التي صدرت خلال السنوات العشر الأخيرة أثبتت بما لا يقبل الشك أن أولئك الزعماء كانوا على علم بأن العراق لم يكن يملك مثل هذه الأسلحة".



الخطأ والصواب


و في هذا الصدد، يكتب لاري دياموند المحرر في مجلة (الديمقرطية) الأمريكية في مقال حمل عنوان (الخطأ والصواب في العراق) أن "إدارة بوش لم تكن مستعدة لتحقيق المصالحة الوطنية العراقية بين السياسيين الذين استلموا مقاليد السلطة في العراق، وبين مئات الألوف من المواطنين العراقيين الذين عملوا في خدمة الدولة العراقية من دون أن يتورطوا في أعمال القمع الدامية ضد المعارضين".



وفي صحيفة (الشرق الاوسط) اللندنية يشير رضوان السيد في مقال له نشرته الصحيفة في عددها الصادر اليوم، الى ان "إدارة بوش الابن ومحافظيها الجدد كانت تبحث عن أرض لتخوض عليها معركة لتأكيد الهيبة والهيمنة من جهة، واختبار الآثار وردود الفعل على العرب والمسلمين والعالم في ظل الاحادية القطبية من جهة أخرى".



النموذج اللبناني للمحاصصة


ومن وجهة نظر السيد، وهو يلقي نظرة على المشهد العراقي بعد 2003 " هناك دلائل على أن الأميركيين فكروا في تسليم إدارة الدولة للمعارضة العراقية الكردية والشيعية، وإعانتها في الإدارة لحين كتابة دستور جديد، وإجراء انتخابات حرة. ويبدو أن التفكير بالصيغة الفيدرالية كان المقصود به بين العرب والأكراد، لأنّ الدولة الكردية المستقلة تتسبب في نزاعات حول النفط والحدود، وهواجس لدى إيران وتركيا. لكن الشركاء من الشيعة والكرد أرادوا المزيد من الضمانات : تفكيك الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية".



ويرى السيد، في خضم تحليله للوضع العراقي بعد 2003 " حين صارت القوة الأمنية أكثر موثوقية في بغداد. وعندما اشتدّ الروع بين 2003 و2004، لم يجد الأمريكيون ومستشاروهم غير النموذج اللبناني للمحاصصة، والذي بدا وقتها حلا مثاليا" .



جدير ذكره، أن معارضاً بريطانياً لمشاركة توني بلير وحكومته في تلك الحرب قال في إحدى الفضائيات في بريطانيا قبل أيام : "إن الحرب على العراق غيرت الإقليم" .



ويرى السيد أيضاً ان " واقع (المحاصصة) هذا جرى تقنينه بعد مجلس الحكم، والأمر الواقع الذي ساد في العامين الأولين، صار واقعا ثابتا ليس بين الشيعة والسنة، بل وبين الأطراف الشيعية المشاركة في النظام السياسي".



العراق ليس تابعا لإيران


ونشرت الصحيفة ايضا حواراً ، مع وزير الخارجية العراقي قال فيه ان "تجربة العقد الماضي ليست فاشلة". واكد زيباري ايضا " هناك نظرة خاطئة، نعم هناك تأثير من إيران على الأوضاع السياسية والأمنية، ولكن العراق ليس تابعا لإيران، وما يتم تداوله هو تبسيط للأمور".



واضاف زيباري " الذين يثيرون مخاوف حيالها هم الأنظمة الديكتاتورية" .



وأردف زيباري بالقول "ربما أن إدارة الحكومات خلال السنوات العشر السابقة لم تكن بالمستوى المطلوب، فكل الوسائل والأدوات متوفرة في هذا البلد من موارد طبيعية وبشرية، وكان أمام العراق فرصة كبيرة للانطلاق وتحقيق نهضة اقتصادية وتنموية في كل المجالات، ولكن الغائب الأوحد والأهم هي القيادة الرشيدة التي تنظم هذه الموارد في سبيل خدمة الشعب ولكن التجربة لم تفشل والعراق بكل إمكانياته وقدراته ما زال بلدا قائما". وأضاف: "من يثير المخاوف من تجربة العراق هي الأنظمة الديكتاتورية، غير المؤمنة بعملية البناء الديمقراطي" .



أين نحن ذاهبون؟


وبسؤاله عن الاجتماعات بين القيادة الكردية والوزراء والنواب الأكراد وما جرى بحثه، أوضح زيباري أنه جرى خلالها "تقييم للعلاقة بين الإقليم وبين الحكومة الاتحادية في بغداد، وإلى أين نحن ذاهبون، هل العراق الذي بنيناه قبل عشر سنوات على أسس من الديمقراطية والتوافق والمشاركة والمصالحة الوطنية هي التي تحكم هذه العلاقة، أم أن هناك تصدعا في هذه المفاهيم، والجواب كان نعم، فهناك انحراف عن هذه المبادئ الأساسية والمطلوب من قيادة التحالف الكردستاني أن تتخذ موقفا لمنع المزيد من التدهور، وخلال الأيام المقبلة سيعقد اجتماع آخر لاتخاذ القرار المشترك حول الخطوة التالية".



ورداً على متهمي حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي بأنها، خاصة بعد رحيل القوات الأميركية عن العراق، أصبحت خاضعة للتأثير الإيراني، لا سيما في دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قال زيباري "لا، هذا تبسيط للمواقف. مواقف الشيعة ككل وحتى رئيس الحكومة نوري المالكي ليست لديه ذرة من التعاطف مع حزب البعث، أو ما يقوم به النظام السوري، ولكن هناك استقطابا في المنطقة، وهناك مخاوف من امتداد الأزمة السورية وتوسعها إلى دول الجوار، وهناك من يرى أن امتداداتها سلبية وتعمق النهج الطائفي" . وأكد أن "موقف العراق نابع من مصلحة العراق". وتساءل: "هل نقف مع طرف ضد طرف آخر؟ بالتأكيد لا.. وهل نحاول أن نتواصل مع المعارضة السورية باعتبار أنهم قد يتسلمون السلطة في المستقبل؟ نعم.. وهل نقطع العلاقات مع سوريا؟.. لا" .



تغيير وضع استراتيجي


وتطرح أمينة أبو شهاب وجه نظر عربية لما حدث في العراق بعد عشر سنوات على الحرب، فتقول في مقال لها نشرته صحيفة الخليج الاماراتية في عددها الصادر اليوم " بعد عشر سنين نتأكد تمام التأكد أن الحرب كان هدفها تغيير وضع استراتيجي عربي إلى وضع آخر نلمسه الآن بغياب العراق وحجمه الثقيل".






أكثر...