يشهد المواطنون المغربيون فى هولندا، أزمة اضطهاد وعنصرية بهولندا، حيث أدان أنيس بيرو، وزير الهجرة ومغاربة العالم بعبارات شديدة اللهجة "التصريحات العنصرية" الجديدة للزعيم اليمينى المتشدد الهولندى، خيرت فيلدرز، ضد المغاربة فى بلاده.

ووصف المسئول الحكومى المغربى، فى لقاء خاص مع "العربية.نت"، تصريحات فيلدرز بـ"الصادمة" واعتبر أنها تشكل "استفزازا لكل مغربى، ولكل هولندى"، معلنا "رفض الرباط لها". وأضاف: "كل الهولنديين يعرفون المساهمات التى قام بها المغاربة فى بناء دولتهم"، وعبر بيروعن "غضبه ورفضه" لكل ما قاله الزعيم اليمينى المتشدد، معلنا وقوفه إلى جانب "مغاربة هولندا" فى معركتهم "ضد التطرف فى هولندا".
وكشف أنيس أن "المغاربة يمثلون المجموعة الأكثر إحداثا للضجيج"، سواء كان "إيجابيا كالحضور فى مجالات الرياضة والفن والأدب والسياسة" أو فى "الاتجاه السلبى كالإجرام والعنف فى الشارع"، موضحا أن "هذا الحضور يلفت الانتباه.. لذا يتم التركيز أحياناً على الأشياء السلبية".

وفى تصريحات نشرتها "العربية. نت"، لصحفى شاب يدعى أنيس بنضروف يعمل فى صحيفة هولندية، "هنا أمستردام" الإعلامية، فإن "المغاربة واجهوا هجمات اليمين المتطرف الهولندى" من خلال "معاقبة اليسار"، فى الانتخابات، ليتسببوا له فى "خسائر مقاعده الانتخابية فى المدن الكبرى كأمستردام وروتردام ولاهاى" وهى مدن "تعرف حضورا قويا للمغاربة".

وفى سلسلة ردود الفعل من "مغاربة هولندا"، على خطابات اليمين المتشدد العنصرية، بحسب بنضريف، "أسس المغاربة أحزابا إسلامية نجحت فى الحصول على 3 مقاعد فى مدينة لاهاى،
واثنين فى روتردام" التى تشتهر بأكبر ميناء فى العالم، ويتواجد على رأس بلديتها "الهولندى من أصل مغربى بوطالب أحمد".

وفى محاولة لمواجهة التطرف اليمينى الهولندى، أنشأ "مغاربة هولندا" على مواقع التواصل الاجتماعى، صفحة تحت اسم "أنا مغربى" تدعو إلى "التعريف بمساهمتهم فى المجتمع الهولندى، كرد على "حملات تشويه الصورة"، كما ورفع المغاربة أمام القضاء الهولندى "أكثر من 1000 قضية ضد الزعيم اليمينى المتشدد خيرت فيلدرز"، بينما من المقرر أن يستقبل رئيس الحكومة الهولندية مجموعة من المثقفين والسياسيين المغاربة المقيمين فى هولندا.

ونزل المئات من المغاربة المقيمين فى هولندا، إلى الشارع للاحتجاج السلمى يرتدون أقمصة مكتوبا عليها: "أنا أيضا ريفى" باللغة الهولندية (لأن أكبر عدد من المغاربة فى هولندا ينحدرون من مدن إقليم الريف الأمازيغى فى شمال المغرب)، فى احتجاج سلمى على تصريحات فيلدرز، الذى طالب بـ"تقليل عددهم فى أمستردام" متهما إياهم بالعنصريين.

ومن جهتها، أدانت المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم المعروفة اختصارا بـ"إيسيسكو" التصريحات "العنصرية" لفيلدرز، مشددة على أن "هذه التصريحات تحريض على كراهية المسلمين والتمييز العنصرى ضدهم بما يتعارض مع حرية التعبير المتعارف عليها دوليا".

يذكر أن فيلدرز يترأس حزب "من أجل الحرية" منذ العام 2006، ويتبنى "مواقف متشددة وعنصرية ضد العرب والمسلمين، ومعادية لكل الأجانب"، وللحزب المتطرف 24 مقعدا فى البرلمان الهولندى من مجموع 150 برلمانيا يمثلون كل سكان هولندا.

ودعا فيلدرز بـ"حظر القرآن الكريم فى هولندا لتعارضه مع القانون"، وطالب الهولنديين بـ"تمزيق القرآن واتهم "الرسول صلى الله عليه وسلم بالإرهاب، فيما بدأت الهجرة المغربية إلى هولندا فى ستينيات القرن العشرين، ويقدر عدد المغاربة فى هولندا حالياً بحوالى 369 ألفاً، بحسب إحصائيات رسمية هولندية للعام 2013.



أكثر...