"محمد" يُعرف "المصراوية" على تفاصيل الحياة الأسوانية

[حنان العالم]

"محمد" يُعرف "المصراوية" على تفاصيل الحياة الأسوانية

لم يحمل معه من جنوب مصر إلى العاصمة سوى مجموعة من ألوانه المائية وصحبة من فرش الرسم والكثير من الصور والمشاهد المخزنة فى ذاكرته عن قريته الأسوانية، التى اعتبرها ملح حياته وسط زحمة شوارع القاهرة.

"محمد جمال" شاب ثلاثينى بشرته مصبوغة بسمرة شمس الصعيد، ولكنته لا تزال مطعمة بالعبارات الأسوانية المحببة، فهو إلى الآن لم يعتاد اللهجة "المصراوية" كما يقول.

برع فى الرسم منذ طفولته فكان يزين حوائط البيوت فى حارته فى المناسبات، خاصة عندما يكون أحد الجيران عائدًا من الحج فيستقبله باب بيته بأجمل الرسومات كهدية من محمد للعائد من عند رسول الله موهبته لم يتلق لها دروسًا أكاديمية بل ظل يطورها بفطرته وبساطة أدوات البيئة من حوله.

يقول محمد "عندما جئت من أسوان كان حلمى أن يرى الناس رسوماتى ولوحى، لكن وجدت إقامة معرض شيئا صعبا، ويحتاج إلى الكثير من المال، فاخترت أن أرسم وأعرض لوحاتى فى الشوارع والميادين، وتخصصت فى رسم لوح من الحياة الأسوانية بعدما عرفت من خلال الاحتكاك بالزبائن أن فكرتهم عن أسوان خاطئة، فيظنون أنها محافظة بدائية ولا يوجد بها سوى الآثار الفرعونية والنيل الذى يأتى السياح لرؤيته، غير أننى أرى فى أسوان الكثير من المفردات التى يمكن أن تجسد فى لوحة تجمل المكان الذى ستعقل فيه، خاصة أن بدائية الحياة أعطت للوحاتى لمسة من التميز.

ويسرح بذاكرته قائلا "ملابس الأطفال يوم العيد لوحة فرحة، وجلسة الأم أمام الحطب تخبز العيش لوحة حنان، وشروق الشمس كل يوم على بيوت أسوان الصغيرة لوحة أمل، ولهذا قررت أن أرسم كل شىء فى أسوان حتى يعرف أهل القاهرة عن حياتنا التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة".

يضيف محمد، "الفلوس التى أتحصل عليها من بيع لوحاتى أعيش بها ولكنى أدخر الجزء الأكبر حتى أستطيع إقامة معرض قريبا، فهذا حلم حياتى الذى من أجلة أتيت إلى القاهرة".

يضيف "يوميات مواطن أسوانى" اسم المعرض الذى أحلم به، والذى سيحمل الكثير من المفاجآت، فهناك بعض اللمحات فى الحياة اليومية من بساطتها لن يتخيل أحد أن تكون لوحة".

أكثر...

المصدر: منتديات عراق الخير والمحبة - من قسم: منتدى أستراحة الأعضاء