• عادل عبد المهدي
جرائم الارهاب اعمال ابادة جماعية، وعلى الجميع التصدي لها adlabdalmahdi.jpgكيف يمكن لعقل اجرامي ان يرتكب كل هذه الجرائم التي ما هي سوى اعمال ابادة جماعية.. فالارهاب لم يتوقف منذ عقد من السنين عن مجازره التي ازهق خلالها من الارواح ما لم يقم به في اي بلد في العالم، بما في ذلك في افغانستان. والارهاب وان كان يستهدف الشيعة اساساً، لكنه يستهدف السنة والكرد والتركمان والمسيحيين والشبك والازديين والصابئة ايضاً.. فهذا ليس شأناً شيعياً فقط بل هو شأن وطني بامتياز.. وهدفه اثارة الفتنة الطائفية، وصب الزيت على النار، مستغلاً الاخطاء والسياسات التصعيدية والتجاوزات العديدة والثغرات الامنية..ليدفع لرد فعل طائش يضرب بعيداً عن مقاتله..ولتغرق البلاد بمزيد من التعقيدات والدماء.. وهذا هدفهم كما تبين كل وثائقهم وافعالهم.. فالسكوت على هذه الجرائم، وعدم التعامل معها من قبل الجميع بشكل استثنائي، والتوقف عن مقارنتها بالانتهاكات والتجاوزات الاخرى، هو فهم يجب ان يكون مشتركاً بين الجميع.. وهو ما يساعدنا على التصدي لتلك الانتهاكات التي يجب عدم اهمالها ايضاً.. فان لم نتحد ونحترم مصالح وحقوق بعضنا،فان الارهاب سيدفعنا جميعاً للتطرف.. فيحقق التعبئة والاصطفافات التي يطمح اليها. ليمزق البلاد واللحمة الاجتماعية التي سيخسر الجميع بانهيارها.. وهذا كله غير جديد.



فاحداث 2006-2008 ما زالت حية في الاذهان.. فالعنف الاعمى ولد عنفاً اعمى.. وسالت الدماء البريئة من جميع الاطراف.. وشاعت نزعات التطرف واعمال الخطف والقتل والتهجير.. ثم انجلت الغبرة بعد كل المآسي التي عاناها الشعب بمختلف اطيافه.. فكان ان ازداد المتطرفون، من كل الاطراف، ضعفاً وعزلة.. فتصدى لهم ابناء مناطقهم.. فتراجع العنف والارهاب للوراء.. وانفتحت امام البلاد فرصاً جديدة للمصالحة.. واقر الجميع ان المسارات، ان احترمت، ستصل بشعبنا الى اوضاع افضل تسمح بالاعمار والبناء.. ثم نسينا الكلام الصحيح الذي ردده المسؤولون في بداية 2006.. بان مشكلة الامن والارهاب هي اساساً مشكلة سياسية، تشترك بحلها السلطة والقوى السياسية الداخلية والخارجية. ثم تأتي المستلزمات الامنية السليمة والحازمة.



ومع سلسلة من الاخطاء، وتناسي متطلبات النجاح، والاجواء الاقليمية.. تصاعدت الاستقطابات واجواء الازمات مرة اخرى، لتشكل مع نقاط الضعف في اجهزتنا الامنية المناخ المناسب لعمل الارهاب. فرحم الله شهداء اليوم.. وشهداء كل يوم.. ومن اية منطقة كانوا.. وانا لله وانا اليه راجعون.




أكثر...