قالت صحيفة صنداى تليجراف، إن مدينة الرقة التى كانت يوماً تخضع لسيطرة الفصائل المعتدلة من المتمردين السوريين، قبل عام، تحولت إلى مدينة تعمل كمركز لتطبيق الحكم الإسلامى المتشدد، بعد سيطرة جماعة الدولة الإسلامية فى العراق وبلاد الشام، المعروفة باسم "داعش"، التى على صلة بتنظيم القاعدة.

وأوضحت الصحيفة البريطانية، فى تقريرها اليوم الأحد، أن الفصائل المعتدلة، أو التى وصفتها بالليبرالية، جرى اتهامها بالكفر ودعم الديمقراطية الكافرة، من قبل الجماعة الإسلامية المتطرفة التى تسيطر حالياً على المدينة، مما اضطر أولئك المتمردين المعتدلين إلى الفرار إلى تركيا أو العيش فى الخفاء.

وتحدث بعض سكان المدينة وبعض اللاجئين من النساء، الذين يعيشون تحت حكم "داعش"، وكذلك الرجال الذين فروا من سجون التعذيب التى تديرها الجماعة المتطرفة، عن الحياة المريرة تحت لواء العلم الأسود، وروت إحدى النساء كيف جرى تجنيدها من قبل إحدى مكاتب تجنيد النساء المجاهدات، حيث سافرت إلى سوريا من أوروبا لخدمة القضية ضمن أخريات مع أطفالهم.

وتقول السيدة، التى لم تكشف الصحيفة عن اسمها، "لقد ذهبت إلى مقراتهم، التى عادة ما تكون الكنائس المسيحية التى يسيطرون عليها، وقد أبلغونى بشروط الالتحاق، وأنه يجب أن تكون المجاهدة بين سن الـ 18 و 25 عاما، وأننى سأتقاضى 25 ألف جنيه سورى".

وأضافت أنها أبلغت خلال الالتحاق أن لديها الفرصة للزواج من أحد المقاتلين الأجانب، وقابلت هذه السيدة فى الخارج، أربع نساء أخريات جئن للتجنيد ضمن صفوف المجاهدين، ثلاث منهن تونسيات وواحدة فرنسية، مطلقة وجلبت معها ابنتها ذات الـ12 عاماً وأربع أبناء صغار ليلتحقوا بالعمل مع الجماعات المتشددة.

وتقول الصحيفة، إنه عبر فرص زواج الجهاد فى سوريا، يجرى تجنيد النساء من خلال المدونات والمنتديات الأخرى على الإنترنت المفضلة من قبل المقاتلين الأجانب فى داعش، والذين يكتب الكثير منهم بالإنجليزية، لكن نساء الرقة والنشطاء فى المدينة يقولون إن عدم التوازن بين الجنسين جعل جماعة الدولة الإسلامية تبدأ فى تجنيد عرائس من المدارس المحلية والكليات، حيث يجرى إجبار النساء على الزواج من جهاديين.

وانشقت داعش، الصيف الماضى، عن جبهة النصرة، الجناح المعترف به من تنظيم القاعدة فى سوريا. وبحلول الوقت، من خلال قدرتها على غرس الخوف بالعقوبات القاسية والقدرة على جذب المقاتلين المتعصبين من الخارج، تمكنت الجماعة من السيطرة على أجزاء واسعة من شمال سوريا، ومن بينها مدينة الرقة.



أكثر...