تقول آية العزب، الاستشارى الأسرى والتربوى، "الثقة هى أساس الزواج الناجح، فعندما يترك الزوج لزوجته تولى مسئولية بيتهما وتربية الأولاد واختيار الوجبات اليومية كل هذا فى منطقة الثقة عنده، وعند اضطراب تلك المعايير قد يحاول تغييرها بانتقاده المستمر لها فى ما هى مقصرة فيه وإذا استجابت له وفهمت ما يقصد على قدر سرعتها فى شعورها بالتقصير وإصلاحها لذاتها على قدر سرعته هو فى رجوع ثقته فيها كأن شيئا لم يكن.

أما إذا تجاهلته وصممت على تقصيرها، قد يلجأ إلى الترفية أو العزلة ويكون التعامل معها فى أضيق الحدود، وعندما يزيد الملل وينفد لديه مخزون الترفية والعزلة قد يلجأ إلى تغييرها، وكأنه ببعده عنها يعطيها الفرصة للتغيير قبل اتخاذ القرار الأخير بهدم عش الزوجية.

وأشارت إلى أنه من الغريب أن الزوجة لا تحاول على الإطلاق مواجهة زوجها الذى يفترض أنه خائن، بدلائل وحقائق ملموسة بل تكون عدم الثقة عندها مبنى على افتراضات مزدوجة التفسير، لأنها وبشكل ما محبة لدور الزوجة المغلوبة وإذا بحثت فعلا قد لا تجد ما يجعل الرواية التى تلعب فيها ذلك الدور يستمر.

فالزوجة تظل تشعر أنها غير جديرة بحب زوجها، فتظل دائما تتوقع منه الخيانة و مفهومها للثقة أصبح ضيق، وقد يهز صورتها أمام زوجها و استمرارها فى شكها غير المبرر هذا سيؤدى إلى خيانته الفعلية لها لكى يحقق لها ما تريد.

وقد تنشغل الزوجة بالأفكار التى أوهمت بها نفسها عن الواقع، مما يجعلها لا ترى إيجابيات زوجها الحقيقية وما يحاول به أن يسعدها و يحقق الاكتفاء لبيته وأولاده.

وأوضحت أن معنى ثقة الزوجة فى زوجها هى أن "تثق فى تصرفاته، و أحكامه، و قراراته المصيرية، وتثق فى توازن علاقاته بالجنس الأخر".

كما أن اعتقاد المرأة أنها يمكن أن تكون رقيبة عليه بحصار الأسئلة أو مراقبة طريقة محادثته للجنس الأخر أو أسلوب معاملته لهم اعتقاد خاطئ لا تعرف أن الرجل الخائن لزوجته حريص جدآ، ومن الصعب أن يقع إلا إذا كانت الزوجة بالذكاء الكافى لتوحى له بثقتها حتى يظن أنها لا تعى ولا تشعر بما يفعل على الإطلاق.

وفى كل الأحوال لا يفترض بالزوجة أن لا تثق فى زوجها، ففى الحالتين ذلك له أثره السلبى أما فى حال وجودها الحقيقى أو حتى الإيحاء له بوجودها فإن لذلك أثره الإيجابى على علاقته بها ونظرته لها.



أكثر...