رحلة ورقة "إذن نكاح" منذ قرنين تستقر بجاليرى "فانوس" فى الزمالك

**حنان العالم** · 03-31-2014, 01:11 PM

رحلة ورقة "إذن نكاح" منذ قرنين تستقر بجاليرى "فانوس" فى الزمالك

وسط أعداد تاريخية من صحف ومجلات قديمة وتماثيل وساعات حائط صارت "أنتيكة"، وجدت الورقة الصفراء بيئتها الطبيعية لتستقر أخيرا بعد رحلة طويلة عمرها يقرب من قرنين، تنقلت خلالهما من أيادى أصحابها الأصليين إلى مئات وربما آلاف الأيادى الأخرى من هواة جمع الأنتيكة، حتى وصلت إلى "جاليرى فانوس" فى حى الزمالك، لتبقى شاهدا على أن الزواج قديما لم يكن سهلا مثلما يظن شباب اليوم، وأن الإعلان عن خطبة فتاة، الذى يحدث الآن بعد جلسة أو جلستين على الأكثر للاتفاق، كان يستلزم قبل 200 عام ورقة يدفع عليها دمغة ثمنها قرش واحد، لطلب إذن نكاح من المحكمة الشرعية تعطيه للطالب، ولكن بموجب شروط.

فى أعلى الورقة الصفراء كتب بخط الـ bold"" بين قوسين (ورقة إذن نكاح) وأسفلها ثمن الدمغة بحسب تسعيرة زمن القروش والمليمات، وفى أول السطر الجديد توضح الورقة أن هذا الخطاب من المحكمة الشرعية، تشير فيها إلى طلب المدعو "حسن خير الله" إذن النكاح من "زينب إسماعيل" على صداق عاجله 5000 قرش، وآجله 5000 قرش.

تقر المحكمة بموافقتها بشروط نصها: "إذا لم يكن هناك مانع شرعى، ولا الزوج المرقوم عسكرى ولا من أتباع دولة إيران، وإذن موكلها بذلك يصير عقد نكاحها ويصير بذلك وثيقتان بأسماء الحاضرين وقت العقد إحداهما للزوج والثانية للزوجة بحسب الأصول".

"الناس زمان كان عندها أدب وأخلاق وماشيين بالأصول لدرجة أنك عشان تخطب واحدة لازم تاخد إذن من المحكمة عشان الناس تبقى عارفة أنك خاطب البنت دى وتقدر تدخل وتخرج من بيتها"، بهذه الكلمات يفسر "جورج عدلى" صاحب الجاليرى أسباب الحاجة إلى ورقة إذن النكاح فى ذلك الزمن.

إضافة إلى أن هذه الورقة كانت شرطا لإعلان الخطبة فى مصر للتأكد أن الزوج ليس مجندا لأنه يعتبر فاقدا للأهلية لحين انتهاء مدة خدمته، وللتأكد كذلك أنه ليس من رعايا دولة إيران ربما لخلافات معها.

كان ذلك التقليد متبعا فى القرن الـ19 حيث تعود تواريخ بعض الأوراق الشبيهة إلى عام 1297 هجرية الموافق 1880 ميلادية وإلى 1226 هجرية الموافق 1800 ميلادية.

ورغم العروض الكثيرة من هواة جمع الأنتيكة العرب والأجانب لشراء الوثيقة إلا أن "جورج" يرفض التفريط فيها: "جانى زباين كتير بس أنا من ساعة ما اشتريتها من هاوى أنتيكة من بهوات الزمالك وأنا رافض أفرط فيها".