محللون أمريكيون: حرب العراق انقلاب خطير هدد نظام السلطة العربي وكتب تأريخاً جديداً sdddddd.jpgبغداد/ المسلّة: ينتقد المحلل والمفكر السياسي المعروف فؤاد عجمي ، الفكرة التي تقول ان حرب العراق كانت من تخطيط جورج بوش وديك تشيني، لان هذا الحرب قد شنت، في الحقيقة بـ"تفويض من الكونغرس، ووسط قبول شعبي، وفي ظل عقوبات فرضتها أكثر من عشرة قرارات من مجلس الأمن في الأمم المتحدة تدعو إلى نزع السلاح عن العراق".



فؤاد عجمي: صدام بلا دهاء

ويشير عجمي، وهو من كبار زملاء معهد هوفر في ستانفوردفي مقال له نشرته صحيفة (وول ستريت جورنال)، الى أن الحرب على العراق "كانت تحظى بتأييد واسع".



ويصف عجمي حرب تحرير العراق بانها كانت تمثل "بارقة أمل، فقد طُرِد ديكتاتور العراق من الكويت، لكنه نجا حينها. وكانت آلة صدام العسكرية قد وهنت وتآكلت بحلول عام 2003، لكنه ظل يختال ويدعي أمام العالم أنه يملك ترسانة قاتلة من أسلحة الدمار الشامل".



ويستطرد عجمي "كان المخلّص العربي، كما كان يطلق على نفسه، يفتقر إلى الدهاء الكافي لإنقاذ نفسه. وفي الوقت الذي جرت عمليات إعداد حملة عسكرية كبرى ضده في لندن و واشنطن، كان صدام يراهن حتى النهاية على أن جورج بوش الابن لن يضغط على الزناد".



كما ينتقد عجمي ايضا الذين يعتقدون "بعدم وجود روابط عملية بين حاكم العراق و«القاعدة». كما سوف يصر هؤلاء النقاد الجدد على وجود فرق بين الإرهاب العلماني والإرهاب الديني... ولكنه فرق من دون اختلاف".



نظام السلطة العربي السنّي

ويركّز عجمي في تحليله على ان "مهندسي الحرب كان هدفهم إصلاح العراق و تحريره، وتقديم نموذج مقبول للعراق في قلب العالم العربي".



ان من اهم انجازات الحرب بحسب عجمي هو تغيير مراكز النفوذ الاقليمية، وكان ذلك انقلابا خطيرا هدد نفوذ (نظام السلطة العربي السني)، وأتاح وصول الشيعة الى الحكم في بغداد، المدينة التي كانت عاصمة للخلافة الإسلامية.يقول عجمي" لا توجد طريقة أخرى مقنعة يكتب بها تاريخ المنطقة من دون هذه الحرب".



ويعتقد عجمي ايضا ان هناك قدر اختاره التاريخ "وأخرج به العراقيين من وطأة طغيان لم يكن في استطاعتهم الإطاحة به بمفردهم".



ماكس بوت: خيبة الاملو

نشرت (إم. سي. تي. إنترناشيونال) مقالا بقلم المحلل السياسي الأمريكي ماكس بوت يرى فيه أن "إدارة بوش لم تكن مقتنعة فقط بأن صدام يمتلك أسلحة دمار شامل، ولكن أيضاً بأن الشعب العراقي سيستطيع على نحو ما حكم نفسه بعد تنحية صدام عن السلطة".



لكن ماكس يشير الى خيبة الامل الامريكية حين يقول ان "العراق لم يكن سيرقى إلى آمال بوش في أن يصبح نموذجاً للديمقراطية في المنطقة ويغير الشرق الأوسط، لأن سنوات ما بعد صدام شابتها الكثير من الفوضى والاضطرابات والعنف. لكن العراق بدا، على الأقل، في طريقه ليصبح ديمقراطية ناجحة بنهاية عام 2011".



ونقطة التحول في تاريخ العراق المضطرب بحسب ماكس، كان ديسمبر العام 2011، لأن ذلك كان هو التاريخ الذي انسحبت فيه كل القوات الأميركية بسبب الفشل في تأمين "اتفاقية وضع القوات".



وعُزي ذلك وقتها إلى رفض الجانب العراقي منح الجنود الأميركيين الحصانة القانونية التي طالب بها البنتاجون. لكن الحقيقة ، كما يقول ماكس، أن هناك "الكثير من الدلائل على أن أوباما، الذي انتخب جزئياً لأنه عارض الغزو في البداية، لم يكن يميل إلى الإبقاء على وجود أميركي في العراق. وعندما تعثرت المفاوضات مثلما كان متوقعاً، أعلن أوباما عودة الجنود الأميركيين قبل أعياد الميلاد".



جيفري كمب: ايجابيات الحربان الأمر الجيد الذي تحقق في العراق هو إطاحة نظام صدام حسين، هذا بالإضافة إلى ما تتمتع به المناطق الكردية في الشمال العراقي من ازدهار اقتصادي واستقرار أمني، بحسب جيفري كمب الذي يعدد انجازات الحرب بالقول "ينطبق الامر تقريباً على المناطق الشيعية في الجنوب التي انتعش اقتصادها على نحو لافت بفضل السياحة الدينية، وتدفق الزوار الإيرانيين على الأعتاب المقدسة في النجف وكربلاء وغيرها، لكن وفيما عدا ذلك تظل الكلفة الإجمالية للحرب على العراق باهظة للغاية إذ كبّدت الولايات المتحدة تريليونات الدولارات".




أكثر...