أصبحت السمة المنتشرة بين المصريين هى الذهاب إلى العمل كل صباح عابثا متجهما، قلقا بشأن اليوم والغد، فى حين أنك حين تصادف شخصا يمر بأزمة كبيرة أو يعانى مشكلة عويصة ورغم ذلك ترى ابتسامته بكل وضوح، فعلى الرغم من معاناته إلا أنه يشعر بالأمل، وأنت رغم استقرار أمرك إلا أنك تترقب ماذا سيحدث لى هذا اليوم.

إنه التفاؤل كما تحدث عنه الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسى، قائلا عندما تستيقظ من نومك لتبدأ يومك تقول لمن حولك "صباح الخير"، إلا أن البعض يبدأ يومه بعبارة "ربنا يعدى اليوم ده على خير" هنا يظهر بوضوح اتجاه هذا الشخص هل هو من المتفائلين أم من المتشائمين، لأن هاتين العبارتين تدلان على انطباع الشخص عن هذا اليوم الذى بدأه الآن، والذى من الممكن أن يستمر معه عبر يومه حتى يستسلم إلى النوم ليلاً.

وأضاف هارون، كل شخص يمر بظروف صعبة فى حياته، ويواجه بعض الأيام العصيبة، هذا هو واقع الحياة، فيوجد من يرى الفرصة فى كل صعب يأتيه، فيجتهد ليحصل عليها، وهذا هو المتفائل، أما المتشائم فيرى دائما منتهى الصعوبة فى كل فرصة تتاح له، فيفشل فى اقتناصها، فحياة كل فرد بكل ما فيها تكن فقط حسبما يرى هو.

وتابع هارون، تأمل معى فى يومنا هذا الذى تقرأ فيه هذه الكلمات، أليس هذا هو ما كنت تقلق بالأمس خوفا منه ومما يحمله إليك، وهل سيأتى بالخير أم لا، وها هو قد آتى وأنت فى نعمة وعافية وستر، فلا تحرم نفسك الطمأنينة والاستمتاع باليوم، لمجرد قلقك من الغد وما بعده، فقط عليك أن تفاءل واجتهد.

كما أوضح هارون، أن ليس كل ما يضرنا هو تعرضنا للأزمات فى حياتنا، فالأزمات هى التى تصنع الرجال، إن ما يضر بنا حقاً هو سوء تقديرنا لهذه الأزمات، أى بأى عين ستنظر لتلك الأزمة، هل سترى أنها محنة أم ستجد أنها منحة، فهو أمر متروك لك وحدك، وكيف ستقدر أنت كل أزمات حياتك!



أكثر...