تدخل الطائرة "فانوينج" التى تمثل ثورة فى عالم الطيران وتجمع بين الطائرة الهليكوبتر والبدال ذى الرفاص المزودة به قوارب النزهة البحرية، وكذلك حصادة المزروعات المرحلة الثانية من مراحل تطويرها الشهر الجارى.

وتخضع الطائرة، التى يطلق عليها "فانوينج" نظراً للمروحة الأسطوانية الكبيرة التى تقع بالقرب من الحافة الأمامية من الجناح، لاختبارات تستمر لفترة تتراوح من أربعة إلى ستة أشهر وتشمل اختبارات أنفاق الرياح التى تبين للباحثين كيفية طيران الطائرة، بالإضافة إلى إجراء اختبارات حاسوبية وتحاليل ديناميكية فى بلجيكا.

وحصلت فكرة الطائرة وهى من بنات أفكار المخترع باتريك بيبلز، المولود فى أمريكا، على منحة مشتركة بقيمة 600 ألف يورو (825 ألف دولار) للبحث والتطوير من الاتحاد الأوروبى لمدة عامين، وتأخذ شركة بيبلز وهى "فانوينج ليمتد" من بريطانيا مقرا لها.

وتشارك فى المنحة كل من جامعة سارلاند الألمانية ومركز الطيران والفضاء الألمانى ومعهد فون كارمان لديناميكا السوائل بالقرب من بروكسل.

ويهدف المشروع المدعوم من الاتحاد الأوروبى والذى يطلق عليه "سور" أو (طائرة الدوار المفتوح) إلى، تحسين شكل الجناح وتكوين شفرة المروحة واستكشاف مدى جودتها فى إنتاج طائرة كبيرة لنقل البضائع.

ويقول كريس ماى، أحد المعاونين العلميين فى مختبر لتكنولوجيا التشغيل فى جامعة سارلاند الواقعة فى ساربروكن ألمانيا، "من الناحية التقنية فإن فانوينج تقترب للغاية من أن تصبح طائرة يقودها طيار".

ويجرى تطوير الطائرة، التى يوجد منها حاليا نموذج كبير يتم التحكم فيه عن بعد، فى نسختين، الأولى لطائرة قادرة على حمل حوالى 60 إلى 70 راكبا والآخر لطائرة نقل يمكن أن تصل حمولتها إلى ثمانية أطنان من البضائع لمسافات قصيرة.

وتدور محركات "فانوينج" الموجودة على طرف جناح الطائرة، فى أسطوانة مرتبطة بشفرات مروحية فى قفص دوار على الجناح.

ويقول الاتحاد الأوروبى، إن المروحية توزع الهواء عبر جناحيها بأكملهما، مما يوفر قوة الدفع والرفع والنتيجة هى أن النموذج "أثبت كفاءته فى الرفع ثلاث مرات أفضل من الطائرات المروحية التقليدية" وقصر فترة عمليات الإقلاع والهبوط ورحلات طيران هادئة وعمليات هبوط ذات دوران إلى آمنة مثل المتوافرة فى الطائرات المروحية، فى حال فشل كلا المحركين.

وتشير تقارير إلى ما هو أكثر من ذلك إذ تذكر أن بإمكان "فانوينج" أن تغطى أكثر من ضعف المسافة التى تحلقها طائرة مروحية بنفس نسبة الوقود ولا تنهار مهما كان اتجاها لأعلى أو لأسفل.

ويعمل الباحثون فى جامعة سارلاند على اتقان تكنولوجيا الدفع للتوصل إلى قدرة الرفع الأمثل، وظل المخترع الطموح بيبلز (69 عاما) والذى درس الفيزياء والطيران معتمدا على نفسه، يعمل على طائرته طوال 20 عاماً. ويقول أن "المشاريع الغريبة" استهوته منذ الصغر وأنه محظوظ لعدم توصل أحد إلى نموذج "فانوينج" قبله.

ومع ذلك فإن شركات صناعة الطائرات الكبرى لم تظهر أى اهتمام تجاه اختراعه.

ويقول بيبلز "لست مهندسا ولا أعمل فى شركة بوينج ولا آيرباص.. لذلك وببساطة فإن هناك العديد من الأبواب مغلقة".

وفى عام 1999، أسست زوجة بيبلز البريطانية شركة "فانوينج" المحدودة، والتى لديها ثلاثة مديرين أولهم هى وتعتنى بالأمور المالية ومسئوله عن دفاتر الحسابات بينما يهتم بيبلز بالتكنولوجيا أما الثالث فيحمل الجنسية الأمريكية وهو مدير ومدرس سابق لعلوم الاقتصاد .



أكثر...