(( الحوار الذي جرى بين الخليفة هارون الرشيد
والإمام موسى الكاظم ))




يروي الشيخ الطبرسي في كتابه (( الاحتجاج ))
ج2 المناظرة رقم 271 ص335
نص الحوار الذي جرى بين الخليفة العباسي هارون الرشيد والإمام موسى ابن جعفر


(( هارون : لقد جوزتم للعامة والخاصة
أن ينسبوكم إلى النبي ( ص )
ويقولوا لكم : يا أولاد رسول الله وانتم بنو علي
وإنما ينسب المرء إلى أبيه
وفاطمة إنما هي وعاء والنبي جدكم من قبل أمكم ؟؟ !!!

موسى : لو أن النبي ( ص ) نشر فطلب إليك كريمتك ...
هل كنت تجيبه ؟!


هارون : سبحان الله !! ولم لا أجيبه ....
وأفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك

موسى : لكنه لا يخطب إلي .... ولا أزوجه

هارون : ولم ؟!!!!!

موسى : لأنه ولدني ولم يلدك

هارون : أحسنت !!!
ولكن كيف قلتم : إنا ذرية النبي والنبي لم يعقب ؟!!
وإنما العقب للذكر لا للأنثى .....
وأنتم ولد بنت النبي ولا يكون ولده عقبا له ( ص ) !!!!

نظر الإمام موسى إلى هارون الرشيد وقال :

( أسألك بحق القرابة والقبر ومن فيه
إلا أعفيتني عن هذه المسألة )


فرد عليه هارون الرشيد :
( لا ............ أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي !!
وأنت يا موسى يعسوبهم وإمام زمانهم
كذا أنهي لي
ولست أعفيك في كل ما أسألك عنه
حتى تأتيني فيه بحجة من كتاب الله
وأنتم معشر ولد علي تدعون : أنه لا يسقط عنكم منه شئ
ألف ولا واو إلا تأويله عندكم
واحتججتم بقوله عز وجل :
( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) الإنعام الآية 38
وقد استغنيتم عن رأي العلماء وقياسهم !!!! )

ورد عليه الإمام : تأذن لي في الجواب ؟

هارون : هات ........

فقال الإمام :
( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ... بسم الله الرحمن الرحيم
( ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف
وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين .
وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين ) الأنعام الآيتان 84 و 85
فمن أبو عيسى عليه السلام ؟!! )


فقال هارون الرشيد : ليس لعيسى أب !!

ورد عليه الإمام موسى ابن جعفر :
( فالله عز وجل ألحقه بذراري الأنبياء
عن طريق أمه مريم عليها السلام
وكذلك ألحقنا بذراري النبي صلى الله عليه وسلم
من قبل أمنا فاطمة ...... هل أزيدك ؟ )


فقال هارون : هات ......

فقال الإمام موسى :
( قال تعالى :
( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم
فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم
ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكذابين ) أل عمران الآية 61
ولم يدع أحد أنه أدخله النبي تحت الكساء (و) عند مباهلة النصارى
إلا علي وفاطمة والحسن والحسين ....
وأتفق المسلمون : أن مصداق : ( أبناءنا ) في الآية الكريمة : الحسن والحسين ..
( ونساءنا ) : فاطمة الزهراء .......
( وأنفسنا ) : علي بن أبي طالب )


فقال هارون : أحسنت يا موسى !!!
ارفع إلينا حوائجك

موسى : اتذن لي أن أرجع إلى حرم جدي رسول الله
لأكون عند عيالي


هارون : ننظر إن شاء الله .



انتهى النص