تعلق الخبيرة التربوية الدكتورة هبة السعدى، أخصائية اضطرابات التواصل على الألعاب المنتشرة فى المواقع الإلكترونية، والتى تحرض الطفل على ممارسة الشذوذ والتحرش الجنسى وتقول: "تعتبر هذه الألعاب ضمن مخطط معروف لتدمير هوية أطفالنا العربية والإسلامية من خلال إقحام بعض السلوكيات الدخيلة على مجتمعاتنا لطمس ثقافتنا الشرقية.

متابعة.. ومع الأسف نحن كمجتمع شرقى تربى على التعتيم على كل ما له صلة من قريب أو من بعيد بالجنس، واعتبار الثقافة الجنسية أمر فادح ويفضل أن يظل مسكوت عنه، مما يساعد على نجاح أهداف هذه الألعاب وغيرها من المواد الإعلامية التى تثير رغبة الطفل فى معرفة وكشف هذا الجزء المظلم والمهمش فى مجتمعه، مما يجعله دائم البحث عن أى مصادر خارجية تدعمه بالمعلومات التى يشعر دوما بأنها محجوبة عنه.

وعندما يجدها سريعا ما يؤمن بها ويصدقها، لأن لا بديل أو خيارات أمامه، ولأنها تغازل فترته وغرائزه الطبيعية التى خلقه الله بها.

بينما تحصر "السعدى" حلول هذه الفجوة بين عاداتنا وتقاليدنا وبين الانفتاح على ثقافات أخرى الذى لم يعد باستطاعتنا حجبه عن أبنائنا فى 3 محاور رئيسية "الأسرة، المؤسسات التعليمية، تفعيل دور المجتمع".

بالنسبة للأسرة يجب أن تلعب دور المنبه لأى مؤشر خطأ يجتاح المجتمع من خلال مراقبة الأبناء بشكل غير مباشر، لسهولة اكتشاف مثل هذه النوعيات من المؤثرات الخارجية والمتمثلة فى هذه الألعاب منذ البداية.

ويفضل أن يكون الوالدين مستمعين جيدين لأطفالنا، وتعويدهم على الحديث فى كل الموضوعات وحتى الشائكة منها، وعدم وضع سقف محدد للنقاش وتوعية وتفهيم الطفل لغرائزه واحتياجاته بشكل مبسط حتى يكن كفيل بالرد بنفسه على أى معلومات مغايرة من مصادر مجهولة.

كما يجب على المؤسسات التعليمية المتمثلة فى المدارس، أن تتولى فكرة نشر الثقافة الجنسية، على اعتبارها علم خاص بذاته ولا حياء فى العلم، حتى لا نترك الفرصة للعبث بهذه الطبيعة وتطويعها فى غير طريقها السليم.

كما يأتى دور المجتمع المتمثل فى الإعلام والدراما ومؤسسات الأنشطة والتنمية المجتمعية فى الكشف عن هذه القضايا الشائكة وطرحها للرأى العام مثل ما يحدث الآن والتشهير بهذه الألعاب، مع تقديم البدائل التى تواجه هذه التيارات من الألعاب والمواد الإعلامية، من برامج تليفزيونية أو كرتون أو إنتاج ألعاب فى المواجهة تتضمن المعلومات الصحيحة.

وحس أولياء الأمور على الابتعاد عن فرض أو إجبار الطفل عن امتناع ممارسة هذه النوعيات من الألعاب، إنما ترك له مساحة من الحرية تجعله يشعر بوجوده ويبدأ فى الاختيار، وغالبا ما يقع اختياره على الصواب طالما أتيحت له الفرصة للمقارنة والإدراك الكامل دون إخفاء شىء منذ البداية.



أكثر...