صحافة: النفط .. زيت (تشحيم) مثالي أدام عجلة استبداد صدّام 888888888888.jpgبغداد/ المسلة: ان من اهم النتائج التي يدونها جيمس زغبي في مقال له نشرته صحيفة الاتحاد الاماراتية ان الرأي العام الأميركي الذي أرهقه عقد كامل من الحروب "ما عاد مستعداً لتأييد أي تدخل عسكري آخر في الشرق الأوسط".



وفيما يخص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي فانه حرب العراق جعلت منه أكثر صعوبة بسبب "الإهمال الذي طاله على امتداد سنوات بوش الثماني، وبعدما كان السلام قريباً أصبح اليوم بعيد المنال".



وفي جاتب آخر يذكّر زغبي بما روّجت له إدارة بوش ومؤيدوها من ان "الحرب ستكون جولة سريعة وغير مكلفة"، بل ان مناصري الحرب حينها أشاعوا بأنها "لن تحتاج أكثر من مائة ألف جندي، ولن تستغرق أكثر من ستة أيام لكسبها، وأما التكلفة فلن تزيد عن ملياري دولار قبل أن يستأنف العراق ضخ النفط وتسديد النفقات، مؤكدين أن العملية برمتها لن تتعدى ستة أشهر".



وكان الاعتقاد السائد ايضا، ان هذه الحرب ستقود إلى "ترسيخ الديمقراطية في العراق ليتحول إلى منارة للحرية في الشرق الأوسط".



أوهام الأيديولوجيا



يعتقد زغبي، وفق ذلك ان حرب اسقاط نظام صدام حسين استندت الى "أوهام الأيديولوجيا أكثر من حقائق الواقع"، وأن أركان إدارة بوش الذين صاغوا وثيقة (مشروع القرن الجديد الأميركي) اعتقدوا أن "إظهار القوة الأميركية الحاسمة في العراق سيجعل الولايات المتحدة أكثر احتراماً على الساحة الدولية، وسيؤمّن لها الريادة العالمية خلال القرن المقبل".



ويخْلَص زغبي الى ان هذه الحرب "تركت أميركا أقل احتراماً في العالم، وضربت القيم الأميركية والأساس الأخلاقي الذي تقف عليه لتكشفها أمام نفسها وأمام العالم، كما دفعت بالقوات الأميركية إلى الانتشار في مناطق عديدة مع ما يمثله ذلك من ضغوط على الموارد العسكرية، فترتب على ذلك تعزيز قوة أعداء أميركا وفتح المجال لقوى إقليمية أخرى لممارسة نفوذها، وفي النهاية خرجت أميركا من الحرب أكثر هشاشة مما دخلتها".



ويرى زغبي انه من الافضل "التذكير دوما بفظاعة خسائر الحرب في العراق لما سببته من مآسٍ، فعلى الجانب الأميركي فقد أكثر من 4400 جندي حياتهم ودمرت حياة عشرات الآلاف من الجرحى الذين يعانون من إعاقات دائمة".



فيما على الجانب العراقي "قتل الآلاف من العراقيين الأبرياء وخسر الملايين مورد رزقهم، كما أن خُمس العراقيين اضطروا لترك منازلهم واللجوء إلى البلدان المجاورة، أو النزوح إلى أماكن أخرى داخل العراق نفسه".



من ربح الحرب؟



ويكتب ترودي روبن انه "قد تمر سنوات قبل أن نعرف ما إذا كان طرف ما قد كسبها"، لكن من الواضح جدا، بحسب روبن، أن "صدام حسين كان على راس طابور الخاسرين، الذي أصبح العالم أفضل من دونه، لكن على رغم موته، نجد أن أمريكا هي الأخرى قد خسرت".



فالأهداف التي وضعتها إدارة بوش للحرب كانت غير قابلة للتحقيق، والخسائر كانت أكبر مما يعتقد معظم الأميركيين، ليس في الأرواح والأموال المهدورة فحسب، وإنما في السمعة الضائعة أيضاً".



ويزيد روبن في القول "لقد تحرر العراقيون من صدام، ولكن الأخطاء التي ارتكبها الاحتلال الأمريكي أفضت إلى حرب أهلية قتلت ما يزيد على 100 ألف مدني، وأجبرت ملايين على الهرب من البلاد".



الاشارة الايجابية

لكن ماهي تكلفة الحرب بالنسبة الى العراق؟.يقول روبن "اضطر عشرات الآلاف من العراقيين المتعلمين الذين يعتبرون زبدة الطبقة الوسطى - بما في ذلك الآلاف من المسيحيين المعرضين للخطر- إلى الهرب من الاضطهاد.



لكن الاشارة الايجابية التي يميزها روبن فيما يخص العراق هو "قدرته رغم كل تلك المآسي، على التحرك نحو الأمام بفضل النفط إلى حد كبير، اذ ينتج العراق في الوقت الراهن 3,2 مليون برميل يومياً، وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يتمكن من مضاعفة إنتاجه بحلول 2020 ،ما سيجعله منافساً لكبار الدول المنتجة في المنطقة".



و فيما يتعلق بالنفط، فان روبن يشكك في "قدرة الشركات الأميركية في الحصول على نصيب الأسد من عقود النفط وهو ما يتناقض مع الاعتقاد واسع النطاق بأن الولايات المتحدة قد خاضت حرب العراق من أجل النفط".



ويختتم روبن مقاله بالقول "كان نفط العراق على الدوام، زيت تشحيم مثالي لإدارة عجلة استبداد صدّام".




أكثر...