"يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم" كلمات يتمتم بها "عماد عمر" وهو يفتح كل صباح أبواب محله الموجود فى أحد أزقة منطقة الحسين، يجوب محله الصغير ذهابا وإيابا لإطلاق البخور والمستكة بين أرجائه لطرد العين الحاسدة وجلب الرزق، وما أن تنزل أستار المساء إلا ويسرع "عمر" بإضاءة محتويات محله من قطع الزجاج الملون ما بين نجف وأبجورات تفنن أسطوات الصنعة فى ابتكارها.

المحل فى المساء يتحول إلى واحة مضيئة وطاقة نور تجذب الزبائن لو مش للشراء يبقى للفرجة والانبهار، ويكمل عماد عمر ضاحكا "وعلشان خاطر فيس بوك ممكن الزبون يتصور كمان ومع تكرار انقطاع الكهرباء هذه الأيام حرصتُ على شراء "مولد للكهرباء" حتى أضىء جميع المصابيح لأقهر الظلام.

وأضاف عمر "ورثت المحل عن والدى الذى ورثه هو الآخر عن أبيه وأجداده، حيث كانوا يبيعون فوانيس رمضان و"لمبات الجاز" بأشكال مبتكرة، بالإضافة إلى "نجف النحاس المعشق بقطع الزجاج الملون"، وكان محلنا مميزا بهذه الموديلات، حيث كان السياح يبحثون عن محلنا بالاسم، فدائما عرض المنتجات المميز يذيع اسم المكان فى جميع الأرجاء".

يستطرد عماد "عندما أنهيت الجامعة حاولت أن أطور المحل ليواكب العصر، فتجارة الأجداد لم تعد مناسبة لوقتنا الحالى، فاخترت بيع المصابيح المزركشة بالزجاج الملون، وتعمل بالكهرباء بواسطة مصابيح "الليد" والتى تعطى للمكان لمسة من الدفء والحميمية، لأنها مصنوعة يدويا، ومهما صنعت الصين ورخصت فى الأسعار"مش هتعمل زى ده"، ويشير إلى أحد المصابيح المعلقة فى المحل.

ويكمل عماد "والسبب أن ما نصنعه فيه الروح المصرية والدقة والذوق، وهذا ما يفتقده كل ما يكتب عليه "صنع فى الصين".

يضحك عماد ويقول "إن أكثر ما بقى من إرث جده أنه عوده أن يفرح ولا يحزن عندما يكسر أى قطعة زجاج بالخطأ فى المحل وهذا لأنه مؤمن باعتقاد يونانى قديم، وهو أن من كسر الزجاج يأتى الرزق، ولذلك نجد اليونانيين يستقبلون العام الجديد بتكسير الأطباق والأكواب فى الشوارع".



أكثر...