أرسلت قارئة (23 عاما) تسأل: أعانى من مشكلات نفسية عديدة، سببها الأوحد هو وحدتى وعزلتى عن العالم، لأننى أعانى من تشوه خلقى مما أثر على جمالى وأنوثتى، أخاف الظهور بين الناس على الرغم من أن عيبى الخلقى لا يلاحظه الكثيرون، فكيف أتخلص من وحدتى واكتئابى؟ ساعدونى؟

كثير من الناس يعانى من العزلة، وتؤول كل هذه الحالات فى النهاية إلى الجلوس فى غرفة منفصلة عن العالم الخارجى، متقوقعين على ذاتهم يتقربون من نفسهم يوميا، ويبتعدون عن الآخرين، سواء من يختار العزلة بكامل إرادته ورغبته، وهناك من يضطر لها، وهناك من يعانى من إضطرابات نفسية، وأمراض عضوية، ونفسية، وعيوب فى الشخصية أو عيوب جسدية، أو الشعور بالرغبة الشديدة فى الانطواء بشكل مرضى.

يؤكد الدكتور محمد محمود، أخصائى الأمراض النفسية، أن أغلب المشكلات النفسية التى تعانى منها الحالة السائلة ناتجة عن الشعور بالعزلة وعدم الشعور بقدرتها على مواجهة العالم الخارجى وحدها.

ونصح "محمود" المريضة قائلا "عليك بالخروج للعالم، فتشوهك الخلقى مثله مثل أى عيب نفسى أو شخص أو طبع سيئ فى أى شخص منا، فلن نختبئ بمنازلنا لمجرد أننا نعانى من عيب، فالعيوب مكون أساسى فى شخصياتنا وحياتنا، ولا يوجد من لا يعانى من عيوبه، ولكن الاختباء ليس الحل، فالحل يكمن فى المواجهة والانخراط مع الآخرين، هذا الاندماج هو الذى سوف ينسيك كل عيوبك الخلقية وآلامك النفسية، ويجعلها صغيرة فى عينيك، ويجعلك أكثر تقبلا لنفسك وشخصيتك وأنوثتك وحياتك".

وشدد "محمود " على ضرورة اعتزاز الفتاة بجمالها وأنوثتها، مهما شابها من العيوب، فالعيوب الخلقية جزء من الشخصية لا يجب إنكاره أو الخجل منه، والتأكيد على الصفات الحسنة الطيبة تجذب نظر الآخرين، وتجعلهم يتناسون العيوب الأخرى، لذا على الفتاة السائلة أن تتوقف عن النظر إلى عيبها الخلقى، والثقة فى أنها أنثى وجميلة رغما عنه، وأنها قادرة على جعل الآخرين معجبين بشخصيتها رغم ذلك.




أكثر...