غاية الإنسان الأولى فى حياته هى الإحساس بالسعادة، ولكل شخص غايته الخاصة، والتى تمثل فى نظره منتهى هذه السعادة، ولأجل الوصول لهذه الغاية يسعى كل شخص بطريقته، فمنا من يحلم ويتمنى ويكتفى بالتفاؤل وانتظار الإجابة، ومنا من يسعى محاولا الوصول بنفسه لما يريد، فما هى الطريقة المثلى لكى تحصل على ما تتمنى؟

هذا ما أجاب عليه الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسى، حيث قال: "كلنا نشترك فى أننا نتمنى الأفضل، لكن هذا لا يعنى أن ما نتمناه بعينه هو الأفضل فعلا لنا، فقد تتمنى شيئا لا يناسبك، وتحلم بتحقيق نجاح فى مكان لست مؤهلا له، فيجب أن تكون أهدافك منطقية حتى تكون قابلة للتحقيق.

فإذا أردت النجاح على المستوى المهنى مثلا، فعليك بمعرفة قدراتك ومهاراتك النفسية، لكى تضع نفسك فى المجال الذى يتناسب معك، فتصبح لديك القدرة على الإبداع والتميز فيه، لأنك إن وضعت نفسك فى مكان لا يناسبك، فلن تتمكن من الأداء الجيد، فتصاب بالإحباط، واصفا نفسك بأنك فاشل، والحقيقة أنت لست فاشلا لكنك فى غير مكانك المناسب.

وأضاف هارون، عندما تصل لهذه الدرجة من المنطقية تفاءل، لأنك إن عملت حقيقة قدرك وإمكانياتك ستفعل المعجزات، ما عليك فقط هو ترجمة هذه الإمكانيات إلى إنجازات فعلية، محافظاً على الإيجابية فى سلوكك، بحيث يصل بك فى خطوات عملية إلى هذا الهدف المنشود.

وتابع هارون: هنا يأتى الشعور بالسعادة، فالسعادة الحقة ما هى إلا حالة نفسية، تملأ الفرد، وتشعره بالارتياح والبهجة والإقبال على الحياة، وهذه الحالة تنشأ دائما عن الحركة لا عن السكون، فالتمنى مهما كان الحلم جميلا، إنما يشعرك بالبهجة للحظات، إنما هو السعى وراء هذا الحلم ما يأتى بهذه المشاعر، فالنائم يجد الراحة فى نومه، لكنه لا يجد فى نومه سعادته.



أكثر...