أعلن الكاتب الأمريكى توماس فريدمان أنه اكتشف مؤخرا اشتراك الملياردير اليهودى الأمريكى شيلدون أديلسون مع المرشد الإيرانى على خامنئى فى توجه واحد، وهو أن كليهما يسعى لتدمير إسرائيل؛ أديلسون بدافع من الحب القاتل وخامنئى بدافع من الكره القاتل.

وقال فريدمان - فى مقال نشرته " نيويورك تايمز"- إن حاكم ولاية "نيوجرسي" كريس كريستى انضم بدون قصد إلى أديلسون وخامنئى فى هذا المسعى المجنون، بحسب وصفه.

وأوضح الكاتب مقصده بالقول "إن قادة إيران يسعون لتدمير إسرائيل، ولكنهم لن يلجأوا فى سبيل ذلك إلى استخدام النووى لعلمهم أن استخدامهم إياه سيستتبع فى المقابل إجراء انتقاميا يحمل فى طياته نهايتهم المحققة؛ إنما تتمثل استراتيجيتهم فى عمل كل ما يمكنهم لضمان بقاء إسرائيل فى الأراضى المحتلة "الضفة الغربية"، وذلك عبر دعم فصائل فلسطينية مسلحة تستهدف نسف أية عملية للسلام.

إن طهران تأمل فى بقاء إسرائيل فى هذا المستنقع قائمة على احتلال 2.7 مليون فلسطينى مجردة إياهم من أى حقوق، وحائلة دون قيام دولة فلسطينية قد تعترف بإسرائيل وتتعايش إلى جوارها فى سلام..

وطالما بقيت إسرائيل فى الضفة ستتعالى الأصوات بين الفلسطينيين وغيرهم من شعوب العالم بالمطالبة بتطبيق حل "الدولة الواحدة" والتى يتمتع الفلسطينيون فيها بحق التصويت، وهو ما ترفضه إسرائيل، وبإصرارها على هذا الرفض تزداد عزلتها عالميا يوما بعد يوم".

ولفت فريدمان إلى وقوف إيران وحليفتها "حماس"، بحسب وصفه، على جدوى هذه الاستراتيجية، مشيرا إلى أن الضفة على مدى 47 عاما من الاحتلال الإسرائيلى كانت مسرحا لأكثر نشاط استعمارى على كوكب الأرض. ونوه فريدمان إلى اعتقاد 350 ألف مستوطن يهودى بالضفة أن تواجدهم بها ليس مسألة أمنية وإنما هو مشروع عقائدي؛ لتوحيد الشعب اليهودى فى وطنهم التوراتى الموعود.

والنتيجة، كما رصد فريدمان، هى ارتفاع الأصوات بالمقاطعة من جانب اتحادات الطلاب والمنظمات الدولية لعزل الدولة اليهودية ونزع شرعيتها فى ظل إصرارها على هذا الاحتلال.

وعليه، فكلما بقيت إسرائيل فى الضفة الغربية، فقدت المزيد من الشرعية وواجهت خطر العزل، وفى الوقت نفسه يزداد تركيز انتباه العالم على الاستعمار الإسرائيلى بدلا من البرنامج النووى الإيرانى، وهو ما يسعد إيران أكثر من أى شيء، بحسب الكاتب الأمريكي.

وانتقل صاحب المقال للحديث عن الملياردير شيلدون أديلسون، المتعصب فى حب إسرائيل، والذى أنفق نحو 100 مليون دولار أمريكى فى الحملة الانتخابية الأخيرة لدعم المرشحين الجمهوريين للرئاسة الامريكية والتى انتهت بخسارتهم.

وقال فريدمان "إن أديلسون آنذاك، وضع نصب عينيه عددا من الأولويات: أن هؤلاء المرشحين الجمهوريين لا يعترفون بأية حقوق للفلسطينيين ولا يوردون ذكرا للضفة الغربية باعتبارها أرضا محتلة ولا لأية فكرة تشير إلى أى ضغوط على إسرائيل من أجل استبدال السلام بالأرض.. إن كلا من "نيوت جينجريتش" و"ميت رومني" أخذا أموال أديلسون ولعبا بها على نحو مقبول قانونيا".

ورصد فريدمان اجتماع الائتلاف اليهودى الجمهورى فى إحد الكازينوهات المملوكة للملياردير أديلسون فى لاس فيجاس، وهناك تسابق الجمهوريون على نيل بركات أديلسون والفوز بأمواله التى من شأنها تغيير مسار أية حملة انتخابية، لا سيما فى ظل الاستعدادات للانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016.



أكثر...