قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن مقتل الأب اليسوعى الهولندى فرانس فندرلخت داخل دير الأباء اليسوعيين فى حمص، يأتى وسط خلافات متزايدة بين جماعات المعارضة السورية فى المدينة القديمة، ممن يرغب بعضهم فى قبول العفو من الحكومة مقابل إلقاء أسلحتهم وآخرون يرفضون.

وتشير الصحيفة الأمريكية فى تقرير، أن الأب فرانس، كان رمزا للمعاناة والرحمة فى الحى السورى القديم، خاصة أنه أصر على البقاء فى الدير لتقديم الملجأ للأسر المسيحية والمسلمة على حد سواء، بعد الهدنة التى عقدتها الأمم المتحدة والتى سمحت بإجلاء 1500 شخص من المدنيين والمقاتلين السوريين من المدينة يناير الماضى.

وتقول أن الإعتداء يمثل أهمية رمزية كبيرة، فعلى الرغم من أن الأب فرانس ليس سوريا، لكنه أصبح جزءا من المجتمع السورى، وكان معروفا فى أنحاء حمص. وقد ظل هناك حتى بعد سيطرة مقاتلى جبهة النصرة الإسلامية، التابعة لتنظيم القاعدة، وأثار مخاوف جديدة بشأن سلامة ومستقبل القلة المسيحية التى بقيت داخل المدينة.

ونقلت الصحيفة عن محمود طه، الناشط المعارض من قرية تلبيسة: "إن مقتل الكاهن فضيحة للمعارضة." مشيرا إلى تورط المقاتلين المحليين المتطرفين. واضاف: "لم يعد أولئك يقبلون أى شخص سوى من هو مثلهم".

وفيما أكد أمير بدر، الناشط المناهض للحكومة فى حمص، أن معظم المتمردين لا يعتبرون الأب فرانس عدوا، لكنه أشار إلى احتمال قيام متعصبين بالهجوم. موضحا: "ربما قام بعض المتعصبين من المقاتلين بإطلاق النار على الكاهن، أو بعض المنتسبين للنظام لتخويف المسيحيين".

وتقول نيويورك تايمز إن موقف مسيحيى سوريا اختلف فى بداية النزاع عام 2011، ففيما أعرب البعض عن تعاطفه مع المحتجين، سعى القادة الدينيين إلى الحياد. لكن مع سيطرة الإسلاميين المتطرفين على حركة التمرد، تمسك العديد من المواطنين المسيحيين على نحو متزايد بحكومة الرئيس بشار الأسد.

واستطاع العديد من الآباء اليسوعيين، مثل الأب فرانس، الالتزام بالحياد الإنسانى وواصل مساعدة السوريين بغض النظر عن توجهاتهم السياسية، مما أسفر عن استهداف المقاتلين الإسلاميين لهم وقد تم خطف الأب اليسوعى الأجنبى باولو دالوليو، قبل عام على يد المقاتلين المتطرفين.

وتقول نيويورك تايمز إن الأب فرانس أعرب عن شكوك بشأن حقيقة المعارضة السورية فى خطاب عام 2012، لمجموعة هولندية ناشطة، وكتب يؤكد أن معظم السوريين لا يدعمون المعارضة لذا لا يمكن القول إن هذه "انتفاضة شعبية".



أكثر...