نشكو كثيرا عندما نواجه مشكلة ما أو نقع فى براثن أزمة حقيقة، ونعانى جميعا خلال شعورنا بذروة الأزمة بنوع من العجز التام عن حلها أو حتى مجرد الخروج منها، ولكن هل كل الخطأ ندم وحزن !!الإجابة "لا"، فخبرة الألم هى نوع من الخبرات التى يكتسبها الإنسان خلال حياته، وطوال أيام حياته يواجه مشكلات تذيقه بعضا من ألم الحياة وتكون له عيب وميزة، فتفيده على المستوى الإنسانى، وتؤذيه من جهة أخرى نفسيا وعاطفيا.

ومن جانبه أكد الدكتور محمد سليم أخصائى الأمراض النفسية، أن هناك علامات يتأكد الإنسان من خلاله أنه على الطريق الصواب، على الرغم من وقوعه فى مشكلة ما أو مروره بأزمة صعبة، فبمجرد أن يفيق الشخص من صدمة الأزمة ويبدأ فى استرجاع أخطائه التى تسببت فيها، يكون قد وضع قدميه على أول خطوات التحدى والإصلاح من الذات.

وهنا على الشخص البدء فى استغلال الأزمة لصالحه، من خلال استرجاعه لأخطائه دون قسوة على النفس، ثم البدء فى الحذر منها واتخاذ قرارات حتمية مع النفس بعد تكرارها (عودة الثقة بالنفس) وهو ما يجعل الإنسان قادرا على التصالح مع ذاته مرة أخرى.

وأضاف "سليم" أن على الشخص الاستعداد لتقبل نتائج أخطائه وأزمته كاملة دون هروب (يقوى بالتدريج قوته على المواجهة والإقدام)، وبعد حل المكلة تدريجيا يشعر الشخص بالرضا عن نفسه فى التعامل معها بشكل سليم، مما يفيده على الصعيد النفسى ويقويه.

وهنا تكون "تجربة الألم" قد أتت بثمارها على أكمل وجه، وتعلم الشخص من ألمه ولم يتركه يتحول لأزمة أكبر دون الاستفادة منه، وإذا تعامل الشخص مع ألمه من هذا المنطلق سوف تتكون لديه خبرة تمكنه من توقع المشكلات وعدم الخوف منها والمرور منها بسلام دون السماح لها بتحطيمه أو إيذائه.



أكثر...