علاج الارق ..لماذا يصاب الاصحاء بالارق ..كيف ننام..الارق ..مشكله الارق ..اسباب الارق..

نعرضها لكم ارجو ان تنال رضا اعضاء عراق الخير

وشكراا





لماذا لاننام ... الارق ما اسبابه ؟؟؟ 6d71e2f8e7.jpg


سوف نتعلم في هذا البحث مايلي :-
- لماذا وكيف ننام ؟
- كم يحتاج الانسان من النوم ؟
- لماذا لا يستطيع الإنسان النوم أحيانا ؟
- ما هي أسباب الأرق ؟
- كيف يصاب المرضى بالأرق ؟
- كيف يصاب الأصحاء بالأرق ؟
- علاج الأرق؟
- لماذا وكيف ننام ؟



لقد بدأ الباحثون يكشفون أسرار العمليات الكيميائية الحيوية التي تحدث في أجسامنا فتسلمنا للسبات. والمادة التي تسبب النعاس والنوم لم تكتشف بعد، غير أن الأبحاث جارية لمعرفة طبيعة هذه المادة.



وهناك آراء وتكهنات عديدة بالأسباب المفضية إلى النوم. فهي ترتد إلى ما قبل أيام أرسطو. وما خلص إليه معظم الناس من أفكار حول هذا الموضوع، هو أن الغرض وراء النوم هو جلب الراحة، والإستشفاء من حالة الإهتراء والتآكل التي تصيب الجسم الحي بسبب اليقظة. ولقد كان من أوسع الآراء انتشاراً بين معظم أولئك الباحثين أن هناك مادة ما تتكاثف في دماغ الكائن الحي أثناء اليقظة، حتى إذا ما بلغ تراكمها حدّاً معيناً، سببت الإحساس بالحاجة إلى النوم. وقد كان المفروض طبقاً لهذه النظرية أن تذوب تلك المادة المسببة للنوم وتتلاشى عندما ينام الإنسان.
وعندما بنى أرسطو حدسه وفق خطوط التفكير هذه قال: في معرض تفسيره لعملية النوم إن أبخرة دافئة تتصاعد من داخل المعدة مسببة النعاس وفي ذلك كتب يقول: «إن البخار المرافق لعملية التغذية ميال بطبيعته إلى التحرك صعداً، وإن هذا يفسر كيف أن حالات النعاس حريِّة بأن تحدث بصورة خاصة عقب تناول وجبات الطعام. كما أن النعاس يتبع أنواعاً معينة من التعب، لأن التعب يفعل فعل المذيبات، والمادة المذابة (الدافئة) تفعل فعل الطعام قبل أن يهضم.




تناقض في النظريات:
لقد كان كثير من الناس يعتقد بأن الدم يسبب النعاس، إذ يضغط على الدماغ مسبباً إحتقانه. وعلى النقيض من هذه النظرية، كانت هناك نظرية شائعة أخرى تقول إن تناقض الدم الواصل إلى الدماغ، أو فقر الدم الدماغي هو الذي يجلب النعاس، وإنه عندما ينام الكائن الحي ينتقل الدم من الدماغ، ويتدفق في أجزاء أخرى من الجسم، وبشكل خاص إلى الأحشاء. وسرعان ما أدت آراء كهذه إلى قيام أفكار متضاربة حول كيفية الحصول على راحة ليلية فضلى. ومن ذلك أن بعض الأطباء في ذلك الحين قد أوصى بالنوم من دون وسادة، وذلك لتسهيل تدفق الدم إلى الرأس، والقضاء على سبب فقر الدم الدماغي، وأوصى سواهم بالإكثار من الوسائد عند النوم تحت رأس النائم، إذ إن إنهاض الرأس بهذا الشكل ينجي الدماغ من الإحتقان الدموي الضاغط.


وتناقضاً مع هذه الأفكار الفيزيولوجية، كثرت النظريات السلوكية المتصلة بالنوم، وقد كانت بدورها أيضاً كثيرة الشيوع في القرن التاسع عشر. فلقد قال بعضهم مثلاً إن انعدام المحرضات هو المسبب للنوم. وإن اليقظة ما كانت تحدث إلا إذا ظلت العضوية منشطة على الدوام فإذا انعدم الحافز المنبه نام الجسم. إن مثل هذا القول يبدو تفسيراً طيباً إذا كان القصد منه تعليل سبب نومنا ليلاً، وقيلولتنا في عصر يوم ماطر، غير أن هذا التفسير ويا للأسف لا يستقيم، لأنه يمعن في تبسيط علل النوم: إذ يستطيع الإنسان الإستغراق في النوم حتى مع وجود محرض مستمر، بينما يجافي الكرى عيون كثيرين ممن يوجدون في محيط هادىء.


وفي مطلع القرن جاء الفيزيولوجي السويسري إدوارد بنظرية سلوكية أخرى، رجحت على الخيال السائد في ذلك الوقت. فقد قال إن النوم ليس استجابة سلبية لانعدام الإثارة، وإنه عملية فاعلة، شأنها شأن الغريزة، وزعم أن الغرض من النوم هو منع انتشاء أجسامنا بما يتراكم فيها من نفايات أو مستهلكات. كذلك فقد جاء بشرح يفسر طول مدة ما تحتاج إليه أجسامنا من النوم، إذ يقول: إننا نستيقظ من النوم عندما ننال كفايتنا منه. وليس من الصعب دحض هذا القول كحقيقة بديهية، لولا أنه كان قد أعاد طرح المفهوم القائل أن شيئاً ما يحدث فعلاً على العضوية ينتج نومها، ممهداً بذلك طريق الجيل التالي من النظريات.




مواد النوم:
في بداية القرن العشرين، كانت النظرية الأوفر حظاً القائلة أن هناك مواد طبيعية تتراكم في الدماغ فتؤدي إلى النوم. وقد أطلق عليها اسم «مواد النوم». وكانت تتراوح بين مواد معروفة مثل الحمض اللبني وثاني أوكسيد الفحم، والكوليستيرول، واللوكومينات وهي أمينات سمِّيَّة تنتج من عملية الأيض الحيواني، والسموم البولية. وفي حوالي عام 1907، أحرز الباحثان الفرنسان ريفيه ليجيندر وإنري بييرون بعض التقدم في هذا الميدان، فقد قالا إنهما تمكنا من عزل مادة من السائل المخي النخاعي مخبرية، كانت قد حرمت من النوم مدداً ترواحت بين ستة أيام وخمسة عشر يوماً.

ولقد جاءت هذه النتيجة ظهيراً وسنداً لدعوى المنادين بوجود مواد للنوم إذ دب النشاط بين أفراد مجموعات عدة للبحث، ولاسيما في ألمانيا خلال العشرين سنة التي تلت ذلك. وصدرت عنهم ادعاءات حول وجود مواد عديدة من هذا النوع، مثل شلافستوف وبروم هورمون. ولكن أيّاً منهم لم يستطع عزل مادة واحدة تستطيع بصورة دائمة التسبب في نوم العضويات. وكنتيجة للإحباط الذي شعر به أولئك العلماء من جراء عجزهم عن إحراز تقدم حقيقي، فإن اهتمامهم بأمر مواد النوم قد تلاشى في نهاية الأمر.


كما أن الباحثين تخلو تخلياً مؤقتاً عن أبحاثهم لاكتشاف مواد للنوم. وذلك في الأيام الأولى من القرن العشرين، فلم تنشطهم لمتابعة البحث أقوال الفيزيولوجيين بأنهم قد اكتشفوا من جديد آلية النوم. وهذه المرة قالوا إن «التثبيط العصبي» يسبب النوم، أي أن هناك قسماً من أقسام الدماغ يجلب النوم، وذلك بحجزه الشارات المنبعثة من الحواس وبالتالي منعه العضلات من الحركة. وقد استمد كثير من الباحثين نشاطهم من نتائج الأبحاث التي أجراها إيفان بافلوف في العشرينات من هذا القرن حول ما أطلق عليه اسم «التثبيط القشري». فقد خرج برأي يقول إن النوم ينشأ بصورة عامة من الفصيين الدماغيين إجمالاً، بحيث يكون مانعاً فاعلاً لكلا المآخذ الحسية والمخارج الحركية معاً. وارتد بافلوف إلى أفكار سابقة عندما أوضح رأيه هذا بقوله إن هذا المنع وذاك الإطلاث يحدثان جزئياً، بسبب الإستجابة للرتابة.



مراكز النوم في الدماغ:
لقد قامت جماعة من الفيزيولوجين بالتنقيب عن مراكز بعينها داخل الدماغ عملها الرئيسي هو جلب النوم. وقد أنكر بافلوف إنكاراً شديداً ما تمخضت عنه أعمال هذه الجماعة. غير أن اكتشاف الجملة التنبيهية في الدماغ في أواخر الأربعينات، وهي الجملة المارة في وسط الدماغ وخلفه، وقد دل على أن أكثر هذه المراكز النومية قائمة.


وقد أصبحت الآن البؤرة التي يتركز فيها واحد من أبرز ميادين البحث حول النوم. وقد تبين أن في الدماغ عدداً من مراكز النوم المترابطة، التي تنتشر إلى ما وراء الجملة التنبيهية، وأن بعض هذه المراكز له مساس بالتوقيت اليومي وموعد حلول النعاس، وبعضها متعلق بنوم حركة العين السريعة، أي عندما تتسارع حركة حدقة الإنسان تحت جفنيه ويبدأ بالأحلام. كما أن بعض هذه المراكز مرتبط بالنوم، الذي لا تحدث فيه حركة العين السريعة فلا تحدث فيه أحلام. بل إنه توجد في داخل جذع الدماغ منطقتان متحيزتان تؤثران على النوم، إحداهما تحافظ على يقظة العضوية، والثانية تجلب النوم. إن هذه الإكتشافات تدل على مدى تعقد وسائل الإشراف العصبي على النوم. إن معظم الأدلة المستخلصة، حتى الآن، تقول إن مواد النوم لا يقتصر وجودها على مراكز النوم، وإنما هي موزعة على الدماغ كله.


مواد النوم هي معدِّلات للنوم:
لماذا لاننام ... الارق ما اسبابه ؟؟؟ 1580a90111.jpg


إستناداً إلى الإكتشافات التي أحرزت حول مواد النوم ربما جاز القول أن مواد النوم ومعظم مراكزه ليست سوى معدِّلات للنوم، أي أنها تعدل وتنظم توقيت النوم وتساعد على تنظيم تركيبه. ومثل ذلك القول على سبيل الإيضاح والمقايسة عند الكلام عن مواد النوم بهذه الصورة، ضرب الأمثلة حول المنبهات وأثرها على عملية الأكل. فالمنفِّرات والمقبِّلات وبعض العقاقير مع انبعاث رائحة الطعام كل هذه تنشّط الحاجة إلى الأكل. ولكنها لا تستطيع أن تفسر علة حاجتنا إليه. وهي، حتى بعد الكظة والامتلاء تستطيع أن تغري الآكل باستزادة، ولكن هذا الطعام الزائد عن الحاجة، لا حاجة للإنسان به فهو لا يفيد عافيته.


ولابد من التأكيد هنا بأن مواد النوم المنوه عنها ليست أقراصاً للنوم، وإنما هي مواد داخلية المنشأ في الدماغ تجلب النوم. وفي جملة الأبحاث على النوم التي أجراها الدكتور جون بابنهايمر أنه حرم بعض المعز من النوم، فوجد أن ذلك الحرمان قد أوجد في السائل الدماغي النخاعي لديها مادة كانت مجهولة حتى ذلك الوقت أطلق عليها اسم عامل (factor-s) (s) وقد حقنت بهذه المادة فئران وأرانب مخبرية فنامت بسرعة. وفي أوائل الثمانينات إستطاع الباحثون في مختبر بابنها يمر عزل العامل


(s) من بول بشري، ولكنهم وجدوا أن 3000 ليتر من البول لا تنتج سوى 7 بالمليون من الغرام من هذا العامل. وقد يكون من الصعب تصديق أن هذه الكمية الضئيلة من العامل (s) هي من القوة بحيث كانت كافية لإنتاج خمسمائة جرعة. وقد حقنت بها أرانب مخبرية، فأدت كل جرعة إلى حدوث زيادة كبيرة لديها في مدة النوم المجرد من سرعة حركة الحدقة، بحيث أنها نامت مدة طويلة بلغت حتى ست ساعات. وقد تبين أن هذا النوم الزائد لم يكن مصطنعاً، بل كان نوماً طبيعياً. ومما يثير الإهتمام أن تأثير هذا العامل الطبيعي قد قورن بالتأثير الذي تحدثه أقراص النوم. فالأرانب التي استسلمت للنوم على أثر حفتها بعامل (s)، بخلاف ما يحدث عند جلب النوم بالأقراص المنومة، كان من السهل إيقاظها من نومها، حيث كانت تأكل وتتفلى أثناء يقظتها، ثم تعود إلى النوم الطويل. وقد قام جيم كروغر الأمريكي بإكمال ما بدأه بابنهايمر من أبحاث، فدل على أن عامل (s) المشار إليه هو
ببتيد موراميل:
(muramyl peptide) وهو مادة تشبه إلى حد بعيد مواد جدران الخلية البكتيرية، مما حمل الباحثين في أول الأمر على الظن بأن عامل (s) لم يكن سوى نتاج بكتيريا كانت قد لوثت السائل الدماغي النخاعي والبول. غير أن البحث الذي أجراه كروغر وزملاؤه قد دل دلالة قوية على أن الدماغ قد أنتج هذه المادة كجزء من كيميائية حيوية.


ولقد قام العلماء بإنتاج ببتيد موراميل صناعياً. وبيَّن كروغر كيف أن أحد أنواع هذه المادة المصنَّعة، وهو دايبتيد موراميل، سبب حدوث مدة أطول من النوم المجرد من سرعة حدقة العين في الفئران والأرانب والقطط والقردة المخبرية. ولم تجرَّب هذه المادة المصنَّعة على الآدميين بعد. وقد لوحظ أن مادة كهذه لم تؤثر على الإيقاعات البيولوجية اليومية الأخرى في الجسم كدرجة الحرارة. وإنما اقتصر تأثيرها على حالتي النوم واليقظة.


لقد تبين أن لهذه المادة وظيفة أخرى، فهي تحرض الجملة الحصانية في الجسم.لما تبين أن فقدان النوم لا يلحق الضرر بالجملة الحصانية، ولا يحدث سوى تبدلات طفيفة على أشكال التجاوب.


إن العلائق بين النوم والجملة الحصانية ما تزال غامضة بعيدة عن الوضوح، وربما كانت علائق ظرفية عابرة. والمثال على ذلك أن هناك مراكز معينة للنوم في الدماغ، مثل مركز الوطىء أو تحت المهاد تؤثر أيضاً على الإستجابات الحصانية. وحدوث تلف في هذا المركز يسبب الأرق أو الإسراف في النوم تبعاً للمكان الذي يحدث فيه التلف.


إن للبَّحاثة اليابانيين في الوقت الراهن موقعاً مرموقاً في ميدان البحث عن مواد النوم. وقد تعرفوا إلى عدد من هذه المواد التي من أبرزها ما أطلق عليه إسم «المادة المنشئة للنوم» ومادة البروستا غلاندين والمادة المنشئة للنوم قريبة الشبه من حيث التركيب بعامل (s) وقد استخلصت من جذوع أدمغة الفئران المخبرية المحرومة من النوم، وهي مؤلفة من أربعة مكونات. وأبرز تلك المواد مادة اليوريدين، وهي التي تسبب استسلام تلك الحيوانات لنوم طويل. ولم يجرب أي من هذه المواد على الكائنات البشرية. إن تأثير تلك المواد جميعاً على حرارة الجسم لم يكشف بعد كشفاً تاماً ولو أن بعضها قد أوجد وضعاً محيِّراً مثل (dsip) الذي تبين أنه يخفض درجة حرارة الجسم لدى الحيوان إذا كان في بيئة باردة ولكن يرفعها في البيئة الحارة. ولا وجود حتى الآن لمادة مسببة للنوم بصورة شاملة لدى سائر المخلوقات، فهذه المادة لم تكتشف بعد. ولكن الشيء المعروف أن هناك مواد قوية التأثير في هذا المجال، وأخرى أضعف منها قوة، منها الأنسولين وبعض هورمونات الأحشاء. ومن يدري فلربما لم يكن أرسطو شديد البعد عن الحقيقة عندما قال: إن النوم ناشىء عن أبخرة متصاعدة من الأحشاء.



كم يحتاج الإنسان من النوم:
إذا استيقظ الإنسان من نومه يكون قد أخذ كفايته من النوم بغض النظر عن الساعات التي نامها.


وهل صحيح أنك تحتاج إلى ثمان ساعات كاملة من النوم يومياً، وإلا فإنك ستبدو شاحب الوجه، مشوش الذهن، وستظهر الهالات القاتمة تحت عينيك؟ ألا تعرف أشخاصاً ينامون في الواحدة، ويستيقظون نشيطين في السادسة، بينما يوجد آخرون لا تكفيهم حتى عشر ساعات نوم، فما الذي جعل «ثمانية» هي الرقم السحري لساعات النوم.


تجيب الدكتورة أيسمت كاراكان: «إن ثماني ساعات هي المعدل الوسطي. فمعظم البالغين ينامون بين 6ـ9 ساعات، وهذا كله طبيعي. ولكن النوم لفترة أطول أو أقصر من هذا لا يعني بالضرورة وجود مشكلة صحية، فلقد عرفت أشخاصاً ينامون لمدة ساعتين فقط، ومع ذلك لا يعانون من أي مشكلة».


عموماً، نحن ننام أقل كلما تقدمنا في السن. فالوليد ينام ثماني عشرة ساعة يومياً، ثم ينخفض عددة ساعات النوم إلى سبع ساعات ونصف في فترة المراهقة كما ينخفض أكثر بعد سن الثلاثين عند الرجال والخمسين عند النساء. وعندما يصل كلا الجنسين إلى منتصف أو أواخر الخمسينات ينخفض معدل ساعات النوم إلى أقل من ست ساعات فقط. وتختلف أنماط النوم باختلاف السن أيضاً، فللنوم حالتان رئيسيتان: «حركة العين المنتظمة» و«حركة العين غير المنتظمة» وهذه تقسم بدورها إلى أربع مراحل تبعاً لعمق النوم فالمرحلتان الأوليان يكون النوم فيهما خفيفاً بينما يصبح أعمق في المرحلة الرابعة «مرحلة النوم العميق» وقد يمضي الطفل 50% من ساعات نومه في مرحلة النوم العميق بينما قد لا يصل الكهول إلى هذه المرحلة من النوم أبداً. وهذا طبيعي جداً، لذا لا معنى لما قد يسميه هؤلاء بالأرق، بل إنها من العوارض الطبيعية للتقدم في السن.


فإذا شعرت أنك متيقظ ونشيط تكون قد أخذت كفايتك من النوم بغض النظر عن عدد الساعات التي نمتها أو التي اعتدت عليها، صحيح أن هناك ظروفاً مؤقتة قد تتغير فيها حاجتك للنوم كما يشير الدكتور جيرولد ماكسفن مؤلف كتاب «النوم الصحيح» إذ تخف الحاجة للنوم في حالات الإستقرار والراحة، بينما تزداد في أوقات المرض والقلق والحزن. فمن الطبيعي أن تجد أنك تنام أكثر في فترات الحزن، أو إذا فقدت عملك، أو خسرت صديقاً، بينما تنام أقل عندما تشعر بالسعادة والراحة، على أي حال لابد من ظهور علامات تخبرك بما يجري ستشعر بالنعاس بالإضافة إلى مؤشرات أخرى، فالشخص المزاجي قد يصبح أكثر مزاجية، بينما يصبح شخص آخر قلقاً ومتأففاً.


وما الذي يحدث عند الحرمان من النوم لفترة طويلة.
يتفق معظم الباحثين في أن النوم تعويضي. تعويضي لماذا؟ ... يقول كثيرون: إنه يعوض الهرمونات التي تتعلق بها عملية بناء الجسم، التي تؤمن الطاقة الضرورية للنشاطات الحيوية، حيث تكون هذه العملية في أوج فعاليتها أثناء النوم.. ومن الثابت أن الجسم يجد صعوبة أكبر في القيام بنشاط مجهد إذا حرم من النوم لفترة طويلة.


وإذا كان هذا يحدث للجسم فماذا عن الدماغ؟
تعتبر القشرة الدماغية، حيث تجري معظم النشاطات الذهنية المعقدة، أكثر أجزاء الدماغ حاجة للنوم، وأكثر ما يتأثر من قلة النوم هي المهمات الذهنية الطويلة. ولكن كل هذا لا يعني أن النوم لفترات أطول يساعد الجسم والدماغ على أداء مهمتهما بشكل أفضل، لأن النقص لا يحدث إلا عند الحرمان من النوم لفترة طويلة



لماذا لا يستطيع الإنسان النوم أحياناً ?
إن الأبحاث المتعلقة بالنوم، والمختبرات المتخصصة في أموره، قد أدت إلى عدد من الاكتشافات المثيرة.


ولكن من الغرابة بمكان أن أكثر الأسئلة إثارة هو «لماذا ننام؟» فالإنسان يقضي ثلث حياته نائماً ومع ذلك فهو لا يعلم إلا القليل عن النوم. ثم إن كثيراً مما نظن أننا نعرفه هو خطأ، والواقع أن النوم كان إلى عهد قريب مليئاً بالأسرار والتكهنات.


فالخبراء يقولون: إن الجسم أثناء النوم يتخلص من النفايات، ويقوم بترميم نفسه واختزان الطاقة لإنفاقها في اليوم التالي. إن هذا القول يبدو معقولاً، ولكن لم يثبت بعد أنه صحيح. فإنه لا يوجد إطلاقاً دليل على أنه صحيح. وليست هناك من دراسة علمية تدل على أن الجسم في حاجة إلى النوم كي يظل سليماً. والحقيقة هي أنه ما من إنسان متيقن من الدور الذي يلعبه النوم في جسم أي كائن حي فهناك حيوانات لا تنام إطلاقاً، ومعظم الناس يحتاجون إلى ست ساعات أو ثماني ساعات من النوم في كل يوم، ولكن هنالك حالات من الناس الذين يكفيهم أقل من ساعة واحدة من النوم.


والإعتقاد الشائع بأن النوم شيء أساسي للصحة العقلية وأن الحرمان من النوم يسبب انهياراً لم يثبت علمياً. وهناك أشخاص أصحاء ظلوا مستيقظين لأسابيع، فكانت النتيجة أنهم أحسوا بنعاس شديد، ولكنهم لم يمرضوا، ولم يصابوا بلوثة عقلية. إن قلة النوم طبعاً تحدث توتراً عند الإنسان، ولكنه توتر لا يزيد على ما تحدثه العوارض الأخرى، وبعد جيل من البحث كان ما أثبته العلماء شيئاً واحداً فقط عن القصد من النوم: أنه يقضي على النعاس، فالناس ينامون لأنهم يشعرون بالنعاس، فإذا لم يناموا ازدادوا نعاساً.


وهنالك جوانب أخرى من البحث كانت أكثر كشفاً للحقائق. وقد خرج كثير من المكتشفات عن النوم من مختبرات النوم حيث يدرس المرضى أو المتطوعون أثناء نومهم. وقد ربطت مجسات تخطيط الدماغ إلى جلد رؤوسهم إلى جانب أشرطة أخرى لقياس التنفس وضربات القلب والحركات.


ومن أول المكتشفات التي جاءت بها المختبرات ما كان متعلقاً بالذي يحدث أثناء النوم الطبيعي. فمعظم الناس يعتقدون أن الدماغ أثناء النوم يتوقف عن أداء وظائفه، وهكذا يسترخي الجسم تماماً. إن هنالك شيئاً من الصحة في هذا القول، ولكن الذي تبين أن النوم حاله أشد اضطراباً مما كان يظن سابقاً. فالنوبات الدماغية وجلطات القلب ونوبات الربو تحدث في أغلب الأحيان أثناء النوم، والمصابون بالقرحة تفرز معدتهم من الأحماض أثناء النوم أكثر مما تفرزه أثناء اليقظة.


وقد كان الأرق حتى وقت قريب، يعتبر مشكلة عصبية غامضة، وأن خير علاج له هو بعث الطمأنينة في نفس الشخص المصاب بالأرق، أو القيام بتدريبات للاسترخاء، أو بإعطائه أقراص منومة. أما اليوم فقد علم أن الأرق يشكل حالات طبية ونفسية مختلفة.
وأن معظم أسبابه تندرج تحت فئات ست:
الأرق الكاذب، العقاقير، العادة، مشاكل في الإيقاع الحيوي بالجسم، الإنقباض، والمشاكل الطبية



ما هي أسباب الأرق ؟
لماذا لاننام ... الارق ما اسبابه ؟؟؟ c492cbd1d2.jpg




الأرق الكاذب:
لقد أظهرت مختبرات البحث حول قضايا النوم أن ثلث أو نصف الأشخاص الذين يعانون من الأرق غير مصابين به. فقد ثبت من المراقبة والبحث أن كثيراً من الأشخاص الذين يأتون إلى المستشفى طالبين علاجاً ضد الأرق يستسلمون للنوم بسرعة، ويقضون ليلة هادئة، ولكنهم عندما يستيقظون في الصباح يعودون إلى الشكوى من أنهم قد قضوا ليلة مؤرقة أخرى.


ولا يدري أحد سبب ظن أولئك الأشخاص بأن نومهم سيء، في حين أنهم لا يعانون شيئاً من ذلك، ولكن الشيء الواضح هو أن الأطباء لا يستطيعون أن يركنوا إلى أوصاف الأشخاص أنفسهم للأرق الذي يصيبهم. إذ إن الكثيرين منا لا يعرفون كيف ننام.


(يتبع لطفا)